مازالت خزينة أسرار مذبحة شهداء جماهير الأهلي في استاد بورسعيد تحوي الكثير والكثير والتي تنكشف يوماً بعد الآخر حتي يتم التأكد من أنها كانت مؤامرة وخطة مدبرة تم تنفيذها أم تصرفاً جماهيريا أعمي مليئاً بالتعصب. من الأسرار الجديدة حول المذبحة هو رفض الحكم فهيم عمر إلغاء المباراة قبل بدايتها رغم وجود ظواهر لمخطط ما عندما اندلعت الصواريخ في أرض الملعب أثناء قيام لاعبي الأهلي بالتسخين. دارت مشاورات وحوارات قصيرة داخل الملعب بعد هذا التصرف العدائي الواضح بين أكثر من عضو لفريق الأهلي وفهيم عمر ورجال الأمن انتهت بتأكيد الحكم فهيم عمر علي استحالة إلغاء اللقاء لأن هذا لا يعني سوي شيء واحد وهو الموت لطاقم التحكيم. وأيضا لفريق الأهلي. لذا كان القرار بإقامة المباراة واستمرارها حتي بعد اقتحام بعض الجماهير للملعب بين الشوطين وبعد كل هدف للمصري والتأكد من غياب الأمن تماماً من الناحية العملية. قطعاً لا يمكن توجيه اللوم للحكم لأنه خائف علي حياته وحياة لاعبي الأهلي. المثير أن الجماهير التي اندلعت إلي أرض الملعب بعد انتهاء اللقاء وضح أنها لم تكن تريد إلا شيئاً واحداً وهو جمهور الألتراس الأهلاوي بدليل أن أحداً من لاعبي الأهلي أو طاقم التحكيم لم يصب بسوء وبالأخص فهيم عمرو وزملائه لم يحدث لهم أي خدش. مما يؤكد أنهم ليسوا المقصودين أبداً وأن الانتهاكات التي حدثت بين بعض لاعبي الأهلي وجماهير المصري كانت لقيام لاعبي الأهلي بالرد علي من لحق بهم من الجمهور. بداخل غرفة تغيير الملابس لفريق الأهلي كانت هناك أربع جثث وما يقرب من ألف شخص كانوا معرضين للموت نتيجة الاختناق لأن الغرفة لا تتسع إطلاقاً لكل هذا العدد من الأشخاص. أما أغرب الأسرار فهو إصرار جماهير الألتراس علي الذهاب للمباراة ومشاهدتها من داخل ستاد بورسعيد لدرجة أنهم ذهبوا للسفر إلي بورسعيد بالقطار بدلاً من السفر بالأتوبيسات. واصل الحكاية أن النادي أعلن عن تنظيم رحلة إلي بورسعيد كما هو معتاد لمشاهدة المباراة وتشجيع الفريق أمام المصري. بالرغم من تخلي النادي لفترة عن تنظيم رحلات لجماهير الألتراس لحضور المباريات خارج القاهرة بسبب التجاوزات التي تصدر منهم في الملاعب إلا أنه إزاء إعادة التقارب بين إدارة النادي والألتراس كان القرار بالعودة إلي التنظيم مرة أخري. الغريب أن الإدارة طلبت اتوبيسات من شركات السياحة المختلفة لنقل الجماهير قوبل بالرفض التام من جانب الشركات بالكامل. حيث كان الرد واحداً أن الأتوبيسات التي ستذهب إلي بورسعيد لن تعود وسوف تتحطم هناك. لم تمنع مخاوف أصحاب شركات السياحة علي الاتوبيسات الألتراس من السفر. حيث تجمعوا كالمعتاد أمام مقر النادي بالجزيرة انتظاراً للاتوبيسات التي لم تحضر صباح يوم اللقاء فكان القرار بالسفر إلي بورسعيد بالقطار. بالفعل توجهت جماهير الألتراس ومعها مدير من الأهلي اللواء محمود الفيشاوي إلي محطة مصر واستقل الجميع القطار لتحدث المأساة المفجعة بعد ذلك.