مصر دخلت حروبا عديدة مع العدو الإسرائيلي الذي دعمته أمريكا أقوي دولة في العالم.. انهزمت وانتصرت.. لكنها رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها ظلت هي مصر القوية العظيمة الشامخة. الآن مصر تأكل نفسها بنفسها من الداخل.. هي في طريقها إلي هزيمة نفسها أمام العالم كله.. ما حدث في بورسعيد ليس مجرد شغب في مباراة كرة قدم وإنما مؤامرة مدبرة خسيسة لست أدري من وراءها مباشرة.. لكن الشواهد تقول إن المتآمرين يتصيدون أي تجمع جماهيري ليضربوا ضربتهم ثم يذوبوا بين الجماهير لتقيد هذه الحوادث الإجرامية ضد مجهول. كان المفترض أن يفرح الشعب البورسعيدي بانتصار فريقه لكرة القدم علي النادي الأهلي.. فهذه طبيعة الأمور.. لكن أن ينتصر الفريق ثم يتحول الانتصار إلي مأساة بشعة فهذا ما لا يستسيغه أي عاقل. يجب أن يستقيل أو يقال فوراً كل من وزير الداخلية ومحافظ بورسعيد ومدير الأمن بالمحافظة.. بل يجب أن تستقيل الحكومة بكاملها.. كيف تقاعس رجال الأمن عن القيام بدورهم؟ ولماذا؟ كان المفروض أن يتم تأمين ملعب كرة القدم باعداد هائلة من قوات الشرطة وإذا لم تكن الأعداد كافية فلماذا لم يستعينوا بقوات كافيه من رجال القوات المسلحة؟!. لقد سمعت مدير أمن بورسعيد في مداخلة مع احدي المحطات التليفزيونية يؤكد أنه تم وضع الخطط الأمنية اللازمة لتأمين المباراة وتأمين الجماهير.. وأنه استعد لذلك تماما.. الآن أنت المسئول مسئولية مباشرة عن المجزرة التي وقعت في محافظتك.. عشرات القتلي إن لم يكن المئات.. وآلاف الجرحي.. الدماء سالت أنهارا دون أي سبب يبرر ذلك. ما حدث من عمليات قتل لا يمكن أن يكون ناتجا عن تدافع ودهس للمواطنين.. فالناس تتدافع في موسم الحج بالسعودية وهم بالملايين ولا يحدث مثل ما حدث في بورسعيد. افحصوا جثث القتلي بعناية لتعرفوا بأي آلة قتلوا.. هل ماتوا بأسلحة بيضاء أم بمسدسات.. أم بماذا؟! لا يمكن أن ينفصل ما حدث في بورسعيد عما يحدث في القاهرة.. هناك أموال بالملايين إن لم يكن بالمليارات تدخل مصر لاسقاط الدولة وكأنها عملية انتقام بشعة لخلع حسني مبارك ونظامه من الحكم. أعتقد جازما أنه كانت هناك خطة لتكرار جريمة بورسعيد في استاد القاهرة الذي أقيمت به مباراة الزمالك والاسماعيلي لولا أن اللاعبين تداركوا الموقف وانهوا المباراة قبل أن تقع كارثة مماثلة. هناك خيط ليس رفيعا.. بل سميكا وغليظا يربط بين احداث التحرير وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبين ما حدث في بورسعيد.. وعلي الشعب كل الشعب أن يتيقظ وينتبه لهذه المؤامرة الدنيئة. كلما اقترب أملنا لتأخذ مصر مسيرتها الطبيعية في الحياة وتعوض ما فاتها من تخلف في كل شيء.. إذا بنا نفاجأ بأنها تتقلي علي الجمر أو تجلس فوق بركان وتجتاحها الزلازل من كل مكان. لعن الله المتآمرين من الداخل أو الخارج. وقطعت ايدي العملاء الذين تآمروا علي الشعب وقبضوا بالشمال.. ثم قتلونا باليمين. ولا حول ولا قوة إلا بالله.