في اتصال تليفوني مطول قال لي القاريء المهندس السيد راضي من الزقازيق إنه شاهد برنامجاً حوارياً علي القناة الأولي يوم السبت الماضي استمر في الفترة من العاشرة والنصف مساء حتي الواحدة صباح الأحد. البرنامج باسم "ستوديو 27" ويقدمه مذيع يسمي كامل والمذيعة هبة وكان يدور حول أحداث الساعة كما هو الحال في جميع برامج الفضائيات الحوارية .. خاصة ما يتعلق بدور المجلس الأعلي للقوات المسلحة. القاريء استفزه أسلوب الحوار المتدني من بعض ضيوف البرنامج وتطاولهم علي بعض الضيوف الأخرين لمجرد الخلاف في الرأي بل انهم تطاولوا علي المذيع والمذيعة بأسلوب خارج عن اللياقة لدرجة ان المذيعة "هبة" اعترضت بشدة واعتذرت للمشاهدين وقطعت الإرسال إلي أن انسحب الضيوف الثلاثة الذين حدث منهم التجاوزات. كان قائد هذه التجاوزات ضيف يسمي أمير سالم الذي صب جام غضبه علي المجلس العسكري. وعندما خالفه الرأي أحد الضيوف وهو المستشار الدكتور هشام فوجيء المشاهدون كما حكي القاريء السيد راضي بالأخ أمير يقوله له: انت حتخوفني يا جدع .. أنا مبخفش منك ولا من غيرك!! ثم تطرق النقاش إلي دور الإعلام الرسمي وهنا انبري الأخ أمير سالم أيضاً إلي الهجوم الخارج عن الحد وقال للمذيعة: إن هذا المبني يقصد مبني التليفزيون.. يجب ان يهدم علي رأس اللي فيه!! وهنا ردت عليه هبة بعنف قائلة: قف عند هذا الحد .. ثم قطعت الإرسال لينسحب ثلاثة أحدهم أمير والآخر النائب أمين اسكندر وضيفة ثالثة .. وعاد الإرسال ليستكمل الباقون الحوار بأسلوب حضاري بعيد عن العصبية والتجاوز . وبينهم المستشار الدكتور هشام والدكتور طارق "وهو أستاذ قانون وماريان ميلاد رئيس حزب الحق تحت التأسس. ما نستخلصه من هذا الأسلوب الحواري ان البعض يريد ان يظهر علي الساحة الإعلامية بطريقة أو أخري .. وفي سبيل ذلك ليس لديه مانع من تجاوز أية خطوط حمراء في الأسلوب والألفاظ ليقال إنه ثوري حتي النخاع. والحقيقة ان هذه الظاهرة المقززة جعلتني امتنع عن مشاهدة البرامج الحوارية في القنوات الفضائية .. فالكل يحاول ان يزايد علي الثورة .. والثورة ليست في حاجة إطلاقاً لهذه المزايدات. قد نختلف حول المجلس العسكري وسياساته .. وقد لا تعجبنا هذه السياسات أو بعضها .. ولكن يبقي الاحترام والتقدير للأشخاص ويجب ان يكون اعتراضنا متسماً بالمنطق والحجة سواء اتفقنا أو بقينا علي خلاقاتنا. ويجب ألا ينسي البعض ان الشعب التف بحب حول قواته المسلحة عندما نزلت إلي الميدان أثناء الثورة وكم كانت فرحته عارمة بأبنائنا أبناء القوات المسلحة وكيف كان بعض المواطنين يتقافزون فوق الدبابات والمدرعات في ميدان التحرير ويحتضنون جنودنا ويحيونهم باعتبارهم حماة الثورة. لقد ظللنا ثلاثين عاماً خانعين نخشي ان نرفع أصواتنا لمجرد الاحتجاج .. فإذا حصلنا علي الحرية انقلبنا رأساً علي عقب وكأننا كنا ننتظر اللحظة لننفلت أمنياً وأخلاقياً.