من التوربيني.. إلي خنافه.. إلي الحمبولي.. تشهد الساحة الإجرامية في مصر بين وقت وآخر واحداً من أمثال هؤلاء المجرمين الذين يطلقون علي أنفسهم هذه الأسماء الغريبة. هذه الأسماء إن دلت علي شيء فإنما تدل علي أن هناك أمراضا نفسية واجتماعية تؤثر في سلوكياتهم وتستنفر الجينات الخبيثة فيهم فيتصرفون تصرفات شاذة يكون لها ردود أفعال سلبية في المجتمع. ولا شك أن البيئة التي ينشأ فيها هؤلاء الأشخاص هي العامل الأساسي في انحرافهم السلوكي.. قد يكون التفكك الأسري.. وقد يكون أصدقاء السوء.. وقد يكون الفقر.. أو غير ذلك من الأسباب. وإذا كانت هناك أعذار للتوربيني مثلا باعتباره من أبناء الشوارع. أو لخنافه باعتباره من مدمني المخدرات وسبق له أن حكم عليه بالسجن عدة مرات وهرب في الاحداث التي أعقبت ثورة 25 يناير. فإنني أري أنه لا عذر للحمبولي لكي يدخل في سلك الاجرام.. وخاصة في احترافه السرقة. الحمبولي.. كما جاء في اعترافاته.. لا يدخن ولا يتناول المخدرات لكنه سجن في قضية مخدرات تم تلفيقها له.. والسؤال: لماذا تلفق له الشرطة قضية مخدرات إذا كان سلوكه سويا؟! وما الذي يدفع الشرطة إلي ذلك إذا كان رجلا في حاله لا تحوم حوله الشبهات خاصة إذا لم يكن له نشاط سياسي قبل قيام ثورة 25 يناير. من غرائب الحمبولي انه لا يعاني فقرا.. ومع ذلك أكد أنه ليس قاتلا ولم يرتكب أية جريمة قتل سواء من رجال الشرطة أو من غيرهم.. لكنه اعترف بارتكابه بعض السرقات.. وقد يكون بعضها أو معظمها بالإكراه فكيف يمكن تفسير ذلك. وهو الذي يملك باعترافه محالا لبيع الأسماك في منطقة أبو سمبل. وله تجارة مربحة منها.. كما أنه يملك عشرة أفدنة يزرعها في قريته الزينية!! ومعني ذلك أن الحمبولي ميسور الحال.. تجارة وصيد أسماك.. ويملك رخصة صيد يسافر بها إلي السودان لهذا الغرض كل فترة وأخري.. وزراعة عشرة أفدنة وهي مساحة ليست قليلة في الصعيد. فهو يعتبر من الأعيان.. فلماذا إذن تسرق يا حمبولي وقد فتح الله عليك بهذه الثروة؟! لقد هرب الحمبولي من السجن في غمرة الأحداث التي أعقبت الثورة.. ولما سئل عن عدم تسليم نفسه بعد أن استقرت الأمور وبدأت الشرطة في امتلاك زمام الأمور لاستعادة الأمن.. قال: انه كان مطلوبا ميتا ولهذا لم يفكر في تسليم نفسه. عن سبب عدم مقاومته لرجال الأمن عند القبض عليه قال: كيف سأقاوم قوات بهذا العدد وأنا لا أملك سوي بندقية؟! لكنني فوجئت انهم لم يضربوني وعاملوني معاملة طيبة ولم يمسني أحد منهم بأي سوء ولو كنت أعلم أن المعاملة ستكون بهذا الشكل لسلمت نفسي منذ البداية. الحمبولي عمره 38 عاما وحاصل علي الإعدادية واسمه الحقيقي ياسر عبدالقادر أحمد إبراهيم. ويقول انه بريء من معظم التهم الموجهة إليه. وانه ضحية لمجرمين آخرين. وهو متهم جاهز لأجهزة الامن. فكلما يرتكب أحد أية واقعة يتم الصاقها به.. وهو عاتب علي الصحفيين لأنهم السبب فيما هو فيه. بقي أن نشكر أجهزة الشرطة لأنها نبذت أسلوب العنف والقسوة في التعامل مع المجرمين وهذه ثقافة ما بعد الثورة.. أما الحمبولي فمصيره يحدده القضاء