تشهد انتخابات الشوري بالإسكندرية حالة من الهدوء الغريب حتي ان غالبية أبناء الإسكندرية لا يعلمون بموعد الانتخابات بينما اندثرت ظاهرة الميكروفونات للدعاية للنزول للانتخاب والإعلان عن المرشحين بالشوارع الرئيسية ولعل الأغرب هو قيام مجموعات مجهولة بتمزيق لافتات مرشحي حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي للإخوان المسلمين في سابقة هي الأولي من نوعها بينما ظلت لافتات الفلول كما هي.. والطريف ان المرشحين المنتمين للحزب الوطني المنحل قد استغلوا انشغال حملة "امسك فلول" بالتظاهرات وكثفوا من دعايتهم بصورة كبيرة ومبالغ فيها في جميع أنحاء الإسكندرية ليذكروا أبناء الثغر بالحزب الوطني من جديد.. وشهدت الإسكندرية في اللحظات الأخيرة تصاعدا في مجريات الأمور الانتخابية بمفاجآت جديدة حيث تقدم المرشح المستقل "إبراهيم جميل" بشكوي عاجلة للجنة العليا للانتخابات لحدوث عمليات تربيطات واتفاقيات وشراء أصوات عن طريق قوة المرشح إدارياً خاصة بالإدارات التعليمية واتهم المرشح "سمير النيلي" مدير مكتب وكيل وزارة التربية والتعليم وأمين دائرة كرموز بالحزب الوطني المنحل وعضو المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية عن الحزب بالضغط علي وكلاء الإدارات التعليمية وأصحاب المدارس الخاصة لتكثيف الدعاية له علي نفقتهم الخاصة بالشوارع وصوره المنتشرة بكثافة أمام المدارس والضغوط علي مديري المدارس للدعاية له عن طريق المدرسين المتواجدين باللجان.. وفجر "إبراهيم جميل" مفاجأة بانسحابه من المعركة الانتخابية بعد أن نما إلي علمه تكليف عمال بالتربية والتعليم لا يقرأون ولا يكتبون بمعدل أربعة بكل لجنة ليشاركوا في عمليات الفرز متسائلاً لمصلحة من هذا الاختيار خاصة أن هناك مديرا لمكتب وكيل الوزارة يخوض الانتخابات ومتسائلاً عن النزاهة الانتخابية وأكد أيضاً أن الاتفاق بين "حزب المواطن المصري" والأقباط لدعمه في مخالفة انتخابية واضحة ودعم الأقباط "لسمير النيلي" علي مقعد "الفئات" يقتل أي فرصة أمام المرشحين المستقلين ويعطي للانتخابات طابع طائفياً دينياً ليس له أساس. علي الجانب الآخر قام "حزب الوسط" بإصدار بيان يعلن انسحابه من المعركة الانتخابية لينضم إلي حزب الاتحاد والمصريين الأحرار مؤكداً صعوبة العملية الانتخابية واتساع الدوائر وان الانسحاب يوفر الجهد والمال لأعضاء الحزب لادخارها لانتخابات المحليات القادمة لأنها الأهم وترك الحزب الحرية لأعضائه للاستمرار في الانتخابات من عدمه. وبذلك يكون عدد القوائم الحزبية المتنافسة "11" قائمة بينما يتنافس "130" مرشحاً فردياً تقريبا بعد انسحاب أكثر من مرشح وتظل أسماء المرشحين كما هي في الكشوف الانتخابية طوال عملية التصويت وهو ما لا يعطي الأرقام الحقيقية للمشاركة الفعلية في الانتخابات والجميع بوجه العموم يتنافس علي "6" مقاعد.. وبوجه العموم فإن جماعة الإخوان المسلمين تقاتل بكل قوة خلف الدكتور حسين إبراهيم "المرشح علي المقعد الفردي" "للفئات" لكونه أحد القيادات المعروفة بالجماعة وبحكم العادة أيضاً لدي الإخوان فإنه يتم وضع أحد الأسماء المعروفة علي رأس القائمة بينما الباقي غير معروفين ويمثل رأس قائمة الحرية والعدالة القيادي "طاهر عبدالمحسن".. أما قائمة "حزب النور" فغير معروفين لأهالي الإسكندرية لحداثة عملهم بالسياسة ويعتمد "حزب النور" علي خروج أتباعه من السلفيين لتأييده بالرغم من انه لم يكثف تواجده أو دعايته في أنحاء الإسكندرية مقارنة بمجلس الشعب عكس منافسه حزب الحرية والعدالة الذي قام بجولات وقوافل انتخابية ولقاءات تمركزت أغلبها في منطقة المنتزه والرمل بعيداً عن أغلب الدوائر السكندرية. ** ويأتي في المركز الثالث في المنافسة قائمة "الكتلة المصرية" والتي تضم اثنين من التجمع احدهما هو أحمد شعبان عضو مجلس الشوري السابق ومحمد حبشي عضو المجلس المحلي للمحافظة السابق وهي ربما الأكثر شهرة عن باقي القوائم بحكم ما اكتسبته الكتلة من دعاية في انتخابات مجلس الشعب أما قائمة حزب الوفد فلقد ضمت بين جوانبها من خاض انتخابات مجلس الشعب في قائمة الوفد أيضاً في مواقع متأخرة مثل "هيثم نصار" و"أحمد صالح" و"زكريا محمود" ولا أحد يعلم ما إذا كانت الكوادر قد رشحت مع الوفد ليكرر نفس المرشحين في الشعب والشوري وهي سابقة تعد الأغرب بين القوائم أم أن المسألة تأتي في إطار المجاملات علي حساب حزب "الوفد" نفسه وبوجه العموم إن كان للوفد أمل للفوز بمقعد فالتركيز علي رأس القائمة "عبدالقادر متولي" نائب رئيس اللجنة العامة بالإسكندرية والذي خاض عدة انتخابات سابقة ولم يوفق وربما يحالفه الحظ في هذه الدورة.. أما باقي القوائم فلتبذل مجهوداً في حدود إمكانياتها نظراً لاتساع الدوائر التي تشمل الإسكندرية بأكملها. الفردي الطريف حقاً هي انتخابات المقاعد الفردية والتي تضم أكثر من "130" مرشح ولا تعلم بأسماء أغلبهم إلا بمحض الصدفة وتضم الأسماء العديد من أعضاء المجلس المحلي للمحافظة وايضاً الأحياء من أعضاء الحزب الوطني المنحل وأيضاً هناك نواب سابقون يخوضون الانتخابات مثل عماد رطبة عضو مجلس الشوري السابق و"حمادة منصور" عضو مجلس الشعب السابق.. وبوجه العموم فإن الفيصل في الانتخابات هو توجه الناخبين للصناديق الانتخابية في ظل حالة اللامبالاة بالشارع السكندري للانتخابات ويبقي حزب الحرية والعدالة الذي يضع نصب عينيه مجلس الشوري ومقاعده ليشارك المزيد من أعضائه في لجنة إعداد الدستور الجديد بالإضافة لأعضاء مجلس الشعب الممثلين له يلاحقه علي استحياء حزب النور لضعفه التنظيمي وتخبطه في المقاعد الفردية خاصة علي مقعد العمال فتارة يعلن عن دعمه لمرشحين وأحياناً ثلاثة وتارة أخري يدعم مرشحاً واحداً.. أما أغلب المرشحين فلا أحد يعلم أسباب خوضهم للانتخابات ربما لجمع المزيد من المال عن طريق التبرعات أو للشهرة أو للبحث عن التواجد حتي ولو بلافتة إعلانية والنتيجة محسومة مسبقاً للإخوان المسلمين.