التيار الاسلامي يمثل الآن حوالي 70% من مقاعد البرلمان في مصر حصدتها أحزاب "الحرية والعدالة" و"النور" و"الوسط" و"البناء والتنمية" .. وجميعها ينظر إلي صناعة السياحة بعين الريبة خاصة السياحة الشاطئية التي بطبيعتها تصطدم مع المعتقدات والقيم الدينية ولأن حزب "الحرية والعدالة" الذي يتصدر المشهد السياسي الآن ويحمل شعلة التنوير يمتلك رؤية عصرية لتطوير هذه الصناعة سبق أن أعلنها د. أحمد سليمان الأمين العام المساعد للحزب في لقائه مؤخرا بلجنة السياحة في جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة الخبير السياحي أحمد بلبع وهي أن الحزب يدعم ويساند ويعمل علي تطوير هذه الصناعة ويفكر في إنشاء حزمة من المتاحف الأثرية بطول وادي النيل ومدينة للسياحة الرياضية والعلاجية شمال الفيوم. فان "المساء" ومن خلال صفحة السياحة تشارك في هذه الرؤية العصرية بفكرة يمكن تطويرها لتصبح مشروعا قوميا جديدا في سيناء. الفكرة مستوحاة من القرآن الكريم في قوله تعالي لسيدنا موسي في الآية الثانية عشر من سورة طه "إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوي". والوادي المقدس .. كما نعرف يوجد بمنطقة طور سيناء.. لكن ما حدوده ومساحته والجبال المحيطة به.. أعتقد أن هذا هو مفتاح المشروع الذي يجب أن تشارك فيه الدولة بقطاعيها الرسمي والخاص.. القطاع الرسمي ممثلا في وزارات السياحة والآثار والثقافة والدفاع والداخلية والبيئة .. ومحافظة جنوبسيناء .. والقطاع الخاص ممثلا في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المعنية مثل شركات السياحة والفنادق والمنشآت السياحية والمحلات والبازارات السياحية والغوص والأنشطة البحرية. المشروع يتلخص في تقديم "الوادي المقدس" الذي وصفه الله بهذا الوصف للعالم كمشروع سياحي ثقافي متكامل .. وتوضع هذه الآية الكريمة بحروف من نور علي جميع مداخل الوادي وبكل لغات العالم ويقوم كل زائر بخلع نعليه قبل دخول الوادي. وداخل هذا المشروع "الوادي المقدس" يتم إقامة بانوراما ثقافية دينية تحكي قصة سيدنا موسي من المهد منذ أن خافت عليه أمه وألقته في اليم كما سجل ذلك القرآن الكريم في قوله تعالي في سورة القصص "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فاذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين" .. إلي آخر قصة سيدنا موسي المليئة بالآيات والعبر والمعجزات .. وفي مقدمتها عصا موسي الموجودة حاليا بمتحف "الآستانة" باسطنبول .. ويمكن مخاطبة الحكومة التركية لاستردادها لتكون ضمن البانوراما الخاصة بالمشروع.. وأعتقد أنها لن ترفض وستعتبرها قصة لمزيد من التقارب مع العرب.. خاصة أن وجود هذه العصا في مكانها الطبيعي الذي تحولت فيه بأمر الله إلي حية تسعي سيكون له أبلغ الأثر في نجاح المشروع. الآيات والمعجزات كثيرة التي يمكن أن تعكسها هذه البانوراما التي يشارك في إعدادها كبار المخرجين والفنانين والمثقفين في مصر والعالم ونضم الي جانب العصا والتابوت ويوم الزينة عندما تحدي سيدنا موسي فرعون والعبور إلي سيناء من منطقة عيون موسي التي إتفلق فيها البحر الأحمر فكان كل فرق كالطورد العظيم.. بالاضافة إلي الجبل الذي جعله الله دكا عندما تجلي له وفر موسي صعقا.. بجانب قصته عندما ورد ماء مدين ووجد أمة من الناس يسقون وانتهت بزواجه من إحدي المرأتين اللتين وجدهما تذودان وقال لهما: ما خطبكما .. قالتا لا نسقي حتي يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير. خدمات فندقية المشروع يمكن أن تقام حوله خدمات فندقية وسياحية وثقافية في قلب سيناء تفوق النهضة السياحية . بشرم الشيخ .. بجانب الخدمات والصناعات المكملة التي توفر آلاف فرص العمل والاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية .. وبذلك تطل مصر الجديدة علي العالم بمشروع سياحي ثقافي تجتمع حوله كل الأديان السماوية "اليهودية المسيحية الاسلام" .. خاصة وأنه علي مسافة غير بعيدة من الوادي المقدس يوجد "ديرسانت كاترين" الذي يمكن أن يشمله التطوير بجانب العديد من الآثار الاسلامية بمنطقة الفرما والبوابة التي دخل منها الاسلام الي مصر بقيادة عمرو بن العاص . أكتفي هذه المرة بطرح فكرة المشروع الذي سنتابعه علي صفحة السياحة كل خميس من خلال ما سوف نتلقاه من ردود أفعال من المثقفين والباحثين وصناع القرار السياحي في مصر من القطاعين الرسمي والخاص.