أسودت الدنيا في وجهها ودخلت في نفق مظلم طويل لا نهاية له. تبحث عن بصيص ضوء يرشدها للخروج منه بعد ان تخلي كل من حولها عن مساعدتها والوقوف بجانبها في هذه المحنة التي تسببت فيها الظروف المحيطة بها وسلوكها الشيطاني الذي أوصلها إلي طريق الشيطان. تبكي بحرقة وهي ترتعد من المجهول وتخرج الكلمات من فمها متقطعة لا تقوي علي مواصلة الحديث. تبكي لحظات وتحكي لحظات.. وبعد أن هدأت قليللا بدأت تحكي قصتها.. توفت والدتها وهي صغيرة لم تتجاوز السنوات العشر من عمرها وأخوها لم يتجاوز السبع سنوات وكانوا بالمدارس الابتدائية في بلدتهم بالبحيرة. لم يستطع الاب تربية أولاده وهو عامل باليومية فاضطر للزواج من إحدي قريباته لتساعده في تربية أولاده. دخلت عليهم زوجة الأب في البداية عاملتهما برفق ثم بدأت في التعامل معهما بشكل قاس. حتي كانت في بعض الاحيان تضربهم والاب لا يتدخل ووصل الأمر أن هرب الابن من البيت بسبب سوء معاملة زوجة الاب واختفي عن البلده نهائيا ولا يعرفون له مكانا. وأصيبت الفتاة بصدمة بسبب اختفاء اخيها الذي كانت تستند عليه وكانت في هذا الوقت قد وصلت إلي مرحلة الدبلوم التجاري. في احدي الأيام أقترحت زوجة الاب ان يزوج ابنته من عريس لقطة يعمل في تجارة المواشي ووافق الاب وعرض الأمر علي ابنته المصدومة في أخيها وضعف أبيها وقسوة زوجنه ووافقت لتخرج من هذا الجحيم وتتخلص من سيطرة زوجة الاب عليها وتعاملها لها كخادمة في البيت. تزوجت الفتاة من تاجر المواشي الذي يكبرها بعشرين عاما وبعدها بعامين اكتشفت ان التاجر متزوج من قبل وعنده ثلاثة أبناء فكانت بالنسبة لها صدمة أخري تضاف إلي صدماتها المتكررة. حيث انها لم تنجب بسبب عدم موافقة الزوج علي الانجاب في الوقت الحاضر. وكان الزوج يتغيب كثيرا علي البيت بحجة تجارته في البلاد والمحافظات القريبة. وكانت التسلية الوحيدة لها لقتل الوقت هو الجلوس علي الكومبيوتر والدخول إلي مواقع التواصل الاجتماعي. في هذه الاثناء تعرفت علي رجل وبدأت بينهما علاقة حب روت له كل ظروفها وما تمر به وتعاطف معها. وتوطدت العلاقة بينهما من خلال الكام والفون واتفقت معه أن يلتقيا سويا وأن تحاول إنهاء علاقتها الزوجية وتطلب الطلاق ووعدها بالزواج إن نجحت في الطلاق. أحس الزوج المخدوع بتغيرات في سلوك زوجته رغم انه كان سخياً وكريماً معها وبدأ يشك في أمرها دون أن يظهر لها ذلك وكانت تطلب منه الطلاق وهو يماطل حتي يعرف السبب المباشر. ولكنه فشل وبدأ في مراقبتها وفي أحد الايام تبعها وهي تخرج من المنزل وتقابل رجل غريب. تمالك أعصابه وايقن انه لا مفر من طلاقها وبالفعل تم الطلاق بعد أن جردها من كل ما تملك. سافرت إلي الحبيب والعشيق في بلدته القريبة من بلدتها وقابلته في الشقة التي يملكها وحاولت أن تحكي له انها اصبحت حرة وعليه الوفاء بوعده لها بالزواج ولكنه رفض بعد أن أخبرها بأنها لا تصلح أن تكون زوجته لانها باعت زوجها السابق من أجل علاقة برجل أخر ونزوة شيطانية. أغمي عليها واسودت الدنيا . في عينيها وبعد أن طردها العشيق من شقته. وهامت علي وجهها تجوب الارض بحثا عن ملجأ يأويها من الضياع الذي أوقعتها فيه الظروف وسوء تصرفاتها وسلوكها في استخدام النت والتواصل مع غرباء الذي ادخلها في النفق المظلم.