ونحن نحتفل بمرور عام علي ثورة 25 يناير لابد أن نتوقف ونسأل بهدوء عما تم انجازه وهل يحقق أحلام المواطنين أم لا؟ وما لم يتم لنحدد بدقة كشف حساب الثورة في عيدها الأول.. خبراء السياسة والقوي السياسية قالوا إن إزاحة مبارك والتخلص من كابوس توريث مصر لابنه جمال ثم الانتخابات البرلمانية النزيهة والديمقراطية أهم الإنجازات .. لكن يبقي شعار الثورة "تغيير .. حرية .. عدالة اجتماعية" بلا تطبيق علي أرض الواقع فمازالت الحريات يتم انتهاكها والمحاكمات العسكرية نقطة مظلمة في عام الثورة الأول كما أن التدهور الاقتصادي أطاح بأحلام المواطنين في حياة مادية واجتماعية افضل . أما ائتلافات شباب الثورة فوصفت عام الثورة الأول بالتخبط في الأداء والقرارات مؤكدين ان ما تم من انجازات مثل الانتخابات البرلمانية والسعي لانتخابات الرئاسية جاء بضغوط من مليونيات ميدان التحرير ودفع الشهداء والمصابون ثمنا لذلك. رجل الشارع قال ان ثمار الثورة لم تصل إليه حتي الآن فمازالت صعوبات الحياة تواجهه وتحاصره بين انبوبة البوتاجاز ورغيف الخبز رغم التخلص من مبارك واعوانه هو هدف ورغبة تحققت لكنها لا تكفي وحدها. د. عمرو حمزاوي: أكد أن الثورة بعد مرور عام علي انطلاقها تتعرض لمحاولات اجهاض وتصدع من قبل قوي مناهضة تريد أن تدفعها للخلف لكون مطالب وأهداف الثورة التي قمنا بها مازالت مجمدة فالحرية نتنفسها بصعوبة الي جانب غياب العدالة الاجتماعية ومستوي المعيشة المتردي الذي يحاصر الفقراء والمعدمين . أضاف أن هناك مكاسب وإيجابيات علي ارض الواقع لا يستطيع احد اغفالها منها اجراء الانتخابات البرلمانية والشروع في تسليم السلطة لحاكم مدني من خلال انتخابات رئاسية خلال شهور قليلة .. لكن ما يعكر كل ما تحقق هو الانتهاكات للحريات والقيام بعمليات حبس للنشطاء السياسيين والمحاكمات العسكرية والتي نرفضها شكلا ومضمونا ويجب التراجع عنها حتي لا نخنق الثورة بأيدينا. أشار إلي أن الوضع الاقتصادي لم يتحسن كثيرا وهو ما يهدد بانفجار شعبي بسبب الحياه الصعبة التي يعيشها شعب اغلبه في مستوي اجتماعي سيء.. لذا يجب الا ينصب كل حديثنا ونحن نقوم كشف حساب لثورة 25 يناير علي الجانب السياسي وحسب بل العامل الاقتصادي الذي يعد ركيزه هامه قامت من اجله الثورة والتي طالبت في اول هتافاتها بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية. "حراك فقط" * د. ضياء رشوان أكد أن تقييم الثورة في عامها الأول يعد تعجلا فما حدث هو بداية لحراك سياسي وتغيير جذري لمجتمع عاش تحت حكم مستبد وقمعي ويحتاج لاكثر من عام لكي تظهر معالم ونتائج الثورة من خلال بناء دولة مؤسسات حقيقية وليس شعارات كما كان يحدث ايام النظام السابق. أشار إلي أن مصر الآن في مرحلة فارقة في مسيرة ثورة 25 يناير حيث ان هناك العديد من اهداف وأحلام الثوار لم تتحقق بعد فالانتخابات البرلمانية لم ترض أي من الأطياف والقوي السياسية الا عدد محدود من التيارات التي استحوذت علي الغالبية في البرلمان القادم الذي سيشكل ملامح مصر بعد الثورة وهو خال من الثوار الحقيقيين أو أي من صناع للثورة اللهم الا قليل من الأعضاء الذين استطاعوا العبور للمجلس لكن النظام الانتخابي السابق به العديد من الأمور التي لم ترض الكثيرين. أضاف أن الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة من المجلس العسكري الي سلطة مدنية مازالت في حكم الغيب وتسودها رؤية ضبابية مع تأكيد العسكري علي الانتقال وهو امر استشعر انه سيتحقق ولكن بأي آليات؟ ولمن سوف تؤول سلطة الحكم؟ كلها اسئلة مازالت بلا اجابات!! أكد أن أكثر ما يحزنه أن الذكري الاولي للثورة ارتبطت بحملات مداهمة للمنظمات الحقوقيه والقاء القبض علي نشطاء سياسيين وشخصيات ثورية وسياسية بارزة بحجة أنهم متهمون في أحداث شارع مجلس الوزراء وهو ما عكر صفو الاحتفالات وهي علي الأبواب. يطالب بأن يقف المجلس العسكري علي مسافة واحدة من كل القوي السياسية والأحزاب ولا يميل لفصيل سياسي أكثر من الآخر وأن يعبر بالبلاد من الدوامة التي نعيشها إلي بر الأمان وتسليم السلطة من خلال انتخابات رئاسية لتأكيد ان مصر مازالت تسير في طريق الثورة وحتي تتراجع الهواجس بأن هناك من يريد ان يجهض الثورة ويدفعها الي الخلف. "براثن انتظام السابق" * د. أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة يري أن الثورة كلما سارت خطوة للأمام فهناك من يدفعها خطوات للخلف .. ومع اقتراب الاحتفال بمرور عام علي الثورة نري ان هناك من يحاول ان ينقض عليها ليجردها من جمالها وعظمتها ويظهرها أنها هوجة وتخريب وذلك بعودة الأحاديث الغريبة حول وجود أجندات خارجية ينفذها البعض لصالح قوي معادية لمصر تريد تدمير وخراب البلاد .. مما يؤكد أن مصر مازالت تعيش في رائحة النظام المباركي!! يستطرد: قائلا التراجع الاقتصادي الرهيب في حجم الاستثمارات الانحفاض في معدلات النمو الاقتصادي والهبوط في الاحتياطي النقدي للعملات الاجنبية تعتبر مؤشرات خطيرة بأن البلاد تواجه كارثة اقتصادية واجتماعية امتدت لتصل لرغيف العيش وانبوبة البوتاجاز وهو ما يشغل المواطن المصري البسيط والذي يري بحسابات المكسب والخسارة نفسه بعد عام من الثورة أنه خاسر ويعيش في ظروف عكس ما كان يتوقعه. يضيف أن الارتفاع بالمستوي المعيش للمواطنين وتوفير الأمن امور في يد المجلس العسكري وحكومة بطيئة نوعا ما ويجب عليها ان يدفعها العجلة الانتاجية بقوة ليشعر الجميع بأن الثورة نعمة وليست نقمة. * د. نهي بركات أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية أكدت أنها تري الثورة من خلال مرحلتين الأولي هدم والثانية بناء.. وتشرح ذلك قائلة: الهدم تم بإزاحة النظام البائد الديكتاتوري وإزالة كابوس التوريث وهو نصر ليس بالهين وهو ما تكتمل نتائجه بمحاكمة عادلة لمبارك ونظامه علي مرأي ومسمع من الجميع .. الي جانب التعديلات الدستوريةالتي تمهد لاعداد دستور جديد وهي امور تؤكد اننا نجحنا في مرحلة الهدم ويجب ان نتحرك نحو مرحلة البناء التي لم تتم بعد ويسعي الجميع سواء "قوي سياسية" أو الثورية والتيارات من مختلف الاحزاب والاطياف السياسية بجوار المجلس العسكري للدفع نحو بناء مصر الجديدة بأقصي سرعة لاننا وبعد عام مازلنا في خطر داهم سواء اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا. توضح قائلة: لقد وصلنا مؤخرا لدرجة انخفاض احتياطي النقد الاجنبي بالبنك المركزي وصلت الي 18 مليار جنيه وقفزت معدلات البطالة الي 15% بعد ان كانت قبل الثورة 9.6%. ولا نغفل السياحة التي تراجعت لدرجة تنذر بكارثة تهدد اكثر من ثلاثة ملايين أسرة تعيش وترتزق من العمل بالمنشآت السياحية وايضا هروب الاستثمارات والمستثمرين نظرا لعدم استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية .. وفي هذا الاطار يجب الا تستبعد الحالة السيئة التي يعيشها ملايين كثيرة من الشعب المصري في أزمات معيشة من ازمة البوتاجاز وأزمة رغيف العيش وكلها امور تجعلك لا تنظر للثورة من منظور سياسي وأيديلوجي فقط بل تنظر من كافة الاتجاهات لان السواد الاعظم من المواطنين يريد الملبس والمأكل وتوفير الأمن وكلها عوامل عليها علامات استفهام كبيرة؟!! نقطة انطلاق للمستقبل ولانقاذ موارد الدولة التي قاربت علي الفناء .. مع ضرورة توقف بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والاعتراف بانجازات تحققت علي أرض الواقع وهي كثيرة وتحتاج لتعظيمها. * د. عبد الرحمن عبد العال خبير العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث وصف الثورة بعد عام من قيامها بأنها حققت الكثير من الطموحات ولكنها مازالت في مرحلة الطفولة فهي مولود لم يتجاوز عمره عاما واحدا .. وأبرز الانجازات التي تحققت كانت بالتعديلات الدستورية وتعطيل العمل بدستور 71 واجراء الانتخابات البرلمانية في موعد لم يكن يتوقعه اكثر المتقائلين بسبب الظروف الأمنية التي كانت فيها البلاد.. كما أن الانتخابات نفسها مؤشر ديمقراطي نظرا لحجم المشاركة من جموع الشعب التي فاقت كل التوقعات فهي المكسب الأكبر للثورة مما يؤكد ان الثورة وصلت لعقول ونفوس المواطنين المصريين . اضاف انه يجب الا نغفل ان الجانب الانساني والاجتماعي مازال متدهورا بسبب الاعتصامات الفئوية والاحتجاجات المستمرة من طوائف عده تطالب بالتثبيت في وظائفها او زيادة اجورها او بمطالب أخري ادت لتراجع كبير في ميزان المدفوعات أو شلل في العملية الانتاجية وهروب المستثمرين ليخلق ذلك ديونا واعباء مالية رهيبة تصل لمليارات الجنيهات ومعرضة للزيادة اذا استمرت هذه الأوضاع. أكد ان المصريين استطاعوا أن يصنعوا ثورة لم تحدث في التاريخ وبالمقارنة بدول العالم التي حدثت بها ثورات يظل النموذج المصري له طابع عظيم يستحق الاحتفاء والفخر مع الوضع في الاعتبار ضرورة ان تدور العجلة الانتاجية بجوار العمل الثوري حتي لا يرتفع الصوت قائلا "احذر الثورة ترجع الي الخلف"!! أشار أن المجلس العسكري دفع بكل ما لديه من أوراق سياسية ليدفع الأمور للأمام سواء باجراء الانتخابات البرلمانية والاستعداد للانتخابات الرئاسية وعقد وضع دستور جديد ولا نغفل عودة الأمن بشكل غير مسبوق اعاد لنا الإطمئنان علي الثورة وعلي مصر بشكل عام. * د. جهاد عوده .. استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان. أشار الي أن هناك الكثير تحقق من اهداف الثورة بشكل منطقي وان كان هناك المزيد الذي نطمح له جميعا وهو اذا ما قمنا بعمل كشف حساب لثورة 25 يناير ستجدها فائزة باكتساح سواء بإجراء انتخابات تشريعية برلمانية نزيهة وديمقراطية إلي جانب عودة الأمن والاستعداد لأول انتخابات رئاسية وتسليم للسلطة قبل يوليه 2012 وكلها امور ايجابية تحققت لنصل عن قريب لمجتمع مدني حر قائم علي المؤسسات وحرية الفكر والعقيدة.