لا أصدق اولئك الذين ينوون الترشح لمنصب الرئيس. وهم يتكلمون عن إمكانية إلغاء معاهدة كامب ديفيد. ولا حتي الذي يردد بينهم بأن المعاهدة قد تجاوزها الزمن. فهم يراهنون علي الشباب ويلعبون علي عواطف البعض. وجهل البعض الآخر بالسياسة والواقع الإقليمي والعالمي. وإذا أصبح أحدهم في موضع المسئولية فلن تأتيه الشجاعة ولا القدرة علي اتخاذ قرارات تبدو غبية وساذجة. إلغاء المعاهدة معناه خلق واقع جديد وإعطاء الإسرائيليين فرصة ذهبية لكسب التعاطف الدولي وتأييد أكبر من أمريكا وأوروبا بينما نحن في غني عن مثل هذه المهاترات! مصر لديها انتصار عظيم يجب أن نحافظ عليه. وتحت قبضتنا كل شبر من أرض مصر. فلماذا نلقي بالمعاهدة في وجه الإسرائيليين إن كان بالأمكان البناء علي ما لدينا لنزيد من موقفنا قوة وصلابة؟! الإسرائيليون يدركون أن السلام مع مصر لا يختبر سوي مرة واحدة. فإذا انتهكوه يستحيل ان يحل مرة ثانية!! هذا مجرد تحذير للإسرائيليين الذين خبروا الجندي المصري في 73. وأيقنوا أن المصريين لا يبيتون علي ضيم!! **** هل سأل المصريون أنفسهم ماذا لو صدر الحكم ضد الرئيس السابق بالبراءة أو الإدانة. وهل يحترمون الحكم دون تعقيب أم يخرجون للشوارع؟! إذا أيقن المصريون أن القاضي يحكمه الخوف من الله وضميره وأخلاقه وقيمه ومبادئه سلموا بأي حكم. وكانوا جزءاً من إقرار العدل وتحقيقه. القضاء هو إحدي الركائز الكبري التي تقوم عليها الدولة. فإذا صلح واستقام اطمأن العامة والخاصة. والقضاء في مصر مشهود له بالنزاهة والحيدة والاستقلالية. والقاضي لا يصدر حكمه إلا إذا استقر في يقينه إنه الحق الذي لا يقبل الشك.