في لحظة تاريخية فريدة تدشن الأسبوع القادم أول مرتكزات مصر الديمقراطية حيث تبدأ أولي جلسات "برلمان الثورة" بعد انتخابات حرة لم تشهدها مصر من قبل.. وبعد مرحلة من المخاض الطويل للخروج من عنق الزجاجة والانطلاق نحو غد أفضل والنهوض من كبوة عهد القهر والشمولية والتسلط. اليوم يعاين شعب مصر صنيع أيديهم وأولي ثمار حصاد ثورتهم الملهمة بعد توفيق الله وعونه.. ويأتي الاحتفال ببرلمان "الأمل" مواكباً للاحتفال بسنة أولي ثورة. وسط تطلعات شعبية ووطنية لمرحلة جديدة من البناء والتعمير والاصلاح الحقيقي والتطهير الجذري لكافة مؤسسات الدولة. شعب مصر الذي اختار وانتخب بشفافية ونزاهة بدون قهر أو ضغوط أو توجيه كما زعم بعض المغرضين الذين اتهموه زوراً وبهتاناً بأنه خرج ومارس حقه الانتخابي خشية دفع الغرامة أو رغبة في الجنة وخوفاً من دخول النار. شعب مصر الذي توسم في التيار الإسلامي خيراً. واختار نوابه وأغلبية أعضاء البرلمان من الإسلاميين.. من حقه الآن أن يجرب وأن يعايش تجربة جديدة في الإصلاح والتنمية بعد التخبط شرقاً وغرباً. حقوق شعب مصر وحقوق الشهداء ودماؤهم الطاهرة التي عطرت ربيع الثورة.. وحقوق الشعب في الحياة والعيش الرغيد.. أمانة في أعناق نواب برلمان الثورة بعد سنوات الضنك والضيق وفتاوي ترزية القوانين وتعنت سيد قراره. حقوق شعب مصر وطموحاته وآماله في الإصلاح.. مسئولية تاريخية لابد ان يضطلع بها نواب الأمة ولا تقبل المزايدة أو المحاصصة.. ولابد ان ينالها الشعب بعيداً عن التناحر والفرقة والنزاعات والمناطحات السياسية والحزبية. وبعيداً عن تصورات وسيناريوهات الأحزاب للكتل النيابية.. الشعب ينتظر تحت قبة البرلمان تحالفات وطنية مخلصة هدفها الأول والأخير رفعة الوطن ورفاهيته. الشعب يريد حلولاً عاجلة لملفات الفساد والدعم والبطالة.. الشعب يحلم بالمسكن الملائم وكوب المياه النظيف ورغيف الخبز الذي يليق بالآدميين.. وحلولاً ناجعة لمشكلات العشوائيات والأجور ومحاكمة القتلة والمجرمين.. وغيرها من جبال الهموم المتراكمة التي لا حصر لها.. الشعب يريد بحق الحرية والعدالة الاجتماعية وان يري مصر "الثورة" في ثياب جديدة.