سقوط الطبق الطائر بإحدي ملاهي الإسكندرية وعليه عدد من تلاميذ رحلة مدرسية أثار الفزع وطرح العديد من الأسئلة حول مدي أمان ألعاب الملاهي وطبيعة الرقابة التي تتم عليها؟!! خاصة أن الحادث أدي إلي مصرع أحد مشرفي الرحلة وإصابة ثمانية من التلاميذ بإصابات مختلفة. "المساء" اهتمت بمناقشة القضية خاصة أن الحادث وقع منذ اسبوعين لكنه كان يتواكب مع اقتراب اجازة نصف العام التي بدأت بالفعل لبعض السنوات الدراسية حيث يهرب الصغار إلي اللهو واللعب وتكون زيارة الملاهي هي المفضلة لديهم. المسئولون بمدن الملاهي أكدوا وجود صيانة يومية وأسبوعية وشهرية وأخري سنوية لكل الألعاب وهناك رقابة من عدة جهات حكومية أهمها لجان السلامة والصحة المهنية بوزارة القوي العاملة حيث يتمتع اعضاؤها بالضبطية القضائية.. بالإضافة للجنة الدفاع المدني والأمن الصناعي بمديرية الأمن. الجهات الرقابية أشارت إلي أن التعامل مع الأخطاء والإهمال وما ينتج عنه من حالات وفاة أو إصابات ينظمه قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 في مادته رقم ..256 مؤكدين أنه يتم عقد دورات تدريبية إجبارية لجميع العاملين بهذه المدن في معهد السلامة والصحة المهنية. يقول المهندس رشاد أمين مدير الإدارة الفنية بمدينة ملاهي السندباد أن مدينتهم من أقدم المدن الترفيهية التي أقيمت في مصر منذ 26 عاماً وتتمتع بسمعة طيبة.. وأن الاهتمام بروادها وسلامتهم هو هدفهم الوحيد.. لذلك تمثل صيانة الألعاب الشغل الشاغل لجميع العاملين بالمدينة.. والتي تتم بفريق من المهندسين والفنيين العاملين بالمدينة ذوي خبرة.. ويتم تدريبهم بصفة مستمرة بمعهد السلامة والصحة المهنية.. كذلك تدريب عدد من الشركات الخاصة التي نتعامل معها. يؤكد أن المدن الترفيهية تتعامل مع أرواح الرواد الذين يترددون علي المدينة طلباً للترفيه.. ومن أجل ذلك فإن صيانة الألعاب المتعددة يتم بعدة أشكال منها اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي.. ولكل لعبة ملف خاص بصيانتها والإصلاحات التي تجري لها.. مع ملاحظة أن جميع الألعاب الترفيهية مستوردة وكذلك قطع الغيار من بلد المنشأ. يضيف أن الرقابة علي جودة وسلامة الملاهي يقوم بها صاحب المدينة والإدارات المختلفة بما كذلك توجد رقابة خارجية من لجان السلامة والصحة المهنية التابعة لوزارة القوي العاملة.. حيث تقوم هذه اللجان بزيارات مفاجئة دورية لمتابعة صيانة لعب الملاهي والكهرباء وكذلك رقابة من الحي للتأكد من تجديد التراخيص السنوية. لمدة عام يقول اللواء عثمان حسان مدير ملاهي كايرولاند أن مدن الألعاب الترفيهية تخضع لرقابة عدة جهات أولها المسئولين عنها حيث يقومون بالتعاقد سنوياً مع الشركات العالمية الموثوق بها في مجال صيانة ألعاب الملاهي الهوائية والأرضية للحصول علي شهادة بصلاحية كل لعبة لمدة عام حيث تقوم هذه الشركات باستخدام أحدث وسائل الكشف علي نسبة الصلابة وجودة اللحامات والتشحيم بكل لعبة وسلامتها.. وذلك هو الأسلوب العلمي الذي تتبعه هذه الشركات لتأمين الألعاب. يضيف بأن هناك جهات رقابية أخري منها لجنة السلامة في حي مصر القديمة الذي نتبعه لتجديد الترخيص السنوي بعد التأكد من توافر شروط السلامة والأمان.. وهناك لجنة الدفاع المدني والأمن الصناعي بمديرية أمن القاهرة لضمان تأمين المدينة والألعاب ضد الحرائق.. ولجان السلامة المهنية من وزارة القوي العاملة. يقول المهندس كامل عبدالمقصود مدير الصيانة بكايرولاند أنه المسئول الأول عن سلامة وصيانة جميع الألعاب وعددها 22 لعبة.. كما أنه أول من يتم سؤاله طبقاً لنص قانون العمل في حالة وقوع أي حادث بالألعاب والذي يصفه القانون بالإهمال الجسيم.. لذلك فإن المدينة لديها إدارة فنية متخصصة لعمل الصيانة اليومية والأسبوعية والشهرية ونصف السنوية. السجادة الطائرة يقول أشرف رمضان مسئول لعبة السجادة الطائرة بكايرولاند أن هناك تحذيرات علي كل لعبة تحدد السن المسموح به لركوب اللعبة وتحذر من ركوب المرضي بأمراض السكر والضغط والقلب والحوامل والحمولة الزائدة.. وأنه يرشد كل راكب ويتأكد من حجم الجسم للشباب ففي حال قلة الوزن رغم بلوغ سن 12 سنة المسموح به في لعبة السجادة فإنه يرفض ركوبه حتي لا يعرض نفسه للمساءلة في حالة عدم تحمل الراكب لحركة اللعبة التي تستوعب 44 راكباً.. كذلك يتأكد من عدم تواجد أعداد زائدة من الركاب عن العدد المسموح به. يضيف بأنه يقوم بإبلاغ الإدارة الفنية فوراً في حالة صدور أي أصوات من اللعبة أثناء تشغيلها أو أي عطل يظهر بها حتي يتم إصلاحه فوراً ويخلي مسئوليته. يؤكد المهندس عمر رمضان مدير عام السلامة والصحة المهنية بوزارة القوي العاملة لمحافظة الجيزة أن التفتيش علي الملاهي الترفيهية من اختصاص لجان السلامة والصحة المهنية بنص قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 سواء كانت ملاهي خاصة أو عامة في أي منشأة حتي الموجودة في النوادي الرياضية والاجتماعية بشرط أن تكون هذه الملاهي حاصلة علي ترخيص بعملها من المحليات طبقاً لنص القانون رقم 371 لسنة .1956 يضيف بأن التفتيش يتم بالإطلاع علي سجل كل لعبة الذي يدون فيه مواعيد الصيانة واللحام والتشحيم اللازمة لها.. كذلك تشغيلها والتأكد من سلامتها علي الطبيعة وليس علي الورق فقط.. وتتعدد زيارات لجان السلامة لأي مدينة ملاهي في حالة وجود أعطال تظهر بها وفي حالة إبلاغ مسئولي المدينة عنها للتأكد من إصلاح الأعطال وصيانة اللعب. يؤكد أن صيانة اللعب الترفيهية يمكن أن يتم داخلياً بواسطة الإدارة الفنية بكل مدينة أو عن طريق الشركات خاصة يستعين بها أصحاب هذه المدن.. وسقوط أي لعبة أو حدوث عطل بها ينتج عنه إصابات أو وفيات طبقاً لقانون العمل السابق في نص المادة رقم 256 يعتبر حادث جسيم يعاقب عليه بالغرامة التي تتراوح من 1000 جنيه إلي عشرة آلاف جنيه.. وفي حالة التكرار تكون العقوبة السجن لكل من صاحب المدينة والمدير المسئول.. وأن لجان السلامة المهنية لديها صفة الضبطية القضائية لإيقاف أي لعبة تثبت عدم صلاحيتها حتي يتم إصلاحها كذلك إغلاق المكان بالكامل لحين إجراء الإصلاح والصيانة للألعاب في حالة وجود أي مخالفات أو اعطال بها. تدريب إجباري يقول د. طارق شرف الدين عميد معهد السلامة والصحة المهنية أن المعهد مسئول عن تدريب جميع العاملين بالمصانع ومدن ألعاب الترفيهية من فنيين ومهندسين.. تدريباً إجبارياً من خلال دورات تدريبية مدتها أربعة أسابيع طبقاً للباب الخامس من قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 وحصولهم علي شهادة معتمدة بذلك قبل استلاك عملهم لمعرفة أساسيات التعامل مع الألعاب ومخاطر كل لعبة وأنواع الصيانة لها سواء كانت مخاطر ميكانيكية أو كهربائية. يضيف أن هذه الدورات يقوم بالتدريب عليها أساتذة كليات الهندسة وخبراء السلامة المهنية بوزارة القوي العاملة ورجال قانون يتعلم المتدربين من العاملين في هذه الأماكن طرق حماية أنفسهم ورواد المدينة من أي خطر يمكن أن تتسبب فيه أعطال هذه اللعب والإبلاغ عنها وكيفية التعامل مع هذه الأعطال حتي لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة القانونية في حالة إهمال الصيانة. يقول محمود إبراهيم "موظف" أنه يحضر أولاده لركوب الألعاب التي يفضلونها والتي تتناسب مع عمرهم وهو متأكد تماماً من أن أصحاب الملاهي لن يتهاونوا في صيانة وإصلاح الألعاب لأنها مصدر رزقهم الذي يسعون للحفاظ عليها وعلي سمعة المكان.. وبالتالي فإن الحادث الذي وقع بمدينة الإسكندرية لتلاميذ إحدي المدارس يعد إهمالاً جسيماً من أصحاب المدينة وسوف يأخذون عقابهم علي هذه الجريمة التي لن تمنع الكبار والصغار من الاستمتاع بركوب الملاهي. يشاركه في الرأي محمد مصطفي "طالب" فهو يتردد بصفة مستمرة مع أصدقائه للاستمتاع بالألعاب المختلفة بالملاهي ولا يخشي ركوبها ويتردد علي جميع مدن الملاهي خاصة الكبري منها حيث يتوفر بها ألعاب غاية في الصعوبة والاستمتاع بركوبها.. ولا يساوره أي خوف من صلاحية هذه الألعاب لأن أصحابها يحرصون علي استمرار مصدر رزقهم وتحقيق المكاسب عن طريق الحفاظ علي سمعة هذه الأماكن. يقول كل من إبراهيم حسن "طالب" وبدرية همام ربة بيت وشقيقتها "أحلام" مدرسة أنهم يترددون علي الملاهي لقضاء وقت ممتع وركوب الألعاب الهوائية مع أطفالهم.. ولا يساورهم أي خوف لأن الاعمار بيد الله وأن حادث الإسكندرية هو قضاء الله وسوف يعاقب المسئول عنه قضائياً. في حين يطلب محمد أبوالعلا "محامي" ضرورة اهتمام الجهات الرقابية بأي مكان يضم لعب ملاهي سواء في النوادي أو المدن الترفيهية لضمان وحماية أرواح المواطنين وتشديد العقوبة علي من يتسبب في إصابة أو وفاة الأرواح البريئة من يتردد علي هذه الأماكن وخاصة الأطفال والشباب في الرحلات المدرسية والجامعية.