وسط أجواء بهيجة، سيطرت عليها ضحكات الأطفال وصيحات الشباب، وتدافع المارة فى أحياء القاهرة الشعبية، تجول "اليوم السابع" بين مناطق المطبعة ودار السلام، للتعرف على أجواء العيد بها، ومشاهدة "ملاهى الفقراء"، التى تتخذ من الشوراع سكنا، ومن المارة والأطفال زبائن لها. البداية كانت عند إمام إبراهيم 50 سنة "عربجى كارو"، بدار السلام، الذى يخرج فى الصباح الباكر ليجمع أبناء المنطقة، ويعبر بهم الطريق وهم يغنون "العيد فرحة"، ويهللون كلما مرت بجوارهم أى سيارة. عم إمام يخرج بالأطفال فى جولة طويلة، تستغرق نحو الساعة فى شوارع دار السلام، مرورا بالمعادى والأحياء الراقية، مقابل 50 قرشا فقط، فى الذهاب ومبلغ مماثل فى رحلة العودة، مما جعل عربته الكارو وسيلة مناسبة للترفيه، وملائمة لظروف الفقراء، الذين غالبا ما يتجهون إلى الملاهى الموجودة فى منطقة المطبعة، حيث يكثر الزحام ويتدافع المارة. وفى منطقة ملاهى المطبعة، التقى "اليوم السابع" بعدد من الشباب القائمين على تشغيلها، وهم مجموعة من الشباب الجامعى الذين يبحثون عن مصدر للدخل لتوفير النفقات الخاصة بالدراسة. ويقول عصام، طالب بالفرقة الثالثة كلية التجارة جامعة الزقازيق، "نعمل على نصب الألعاب ونرتبها من يوم الوقفة، وحتى نهاية أيام العيد، كما نتنقل بين أنحاء الجمهورية والمحافظات المختلفة، بحثا عن لقمة العيش، سواء فى أوقات الأعياد أو المناسبات. أما أحمد خريج كلية الهندسة، الذى ارتضى أن يقف على لعبة "الترومبيل" أو السوستة"، التى يقبل عليها الأطفال بشغف كبير فى ملاهى الفقراء، حيث يقفون فى طوابير حولها ينتظر كل منهم دوره، ويعمل "الباشمهندس أحمد" مقابل يومية 60 جنيهاً فى الموسم، و40 جنيهاً فى الشتاء، حين يقل الإقبال، بدلاًَ من الجلوس فى المنزل دون عمل. الألعاب فى ملاهى الفقراء ليست كثيرة، لكنها تفى بالغرض، "فالعوامة والمرجيحة، والسوستة، أو الحصان اللى بيلف، أو السلاسل، ولعبة العربية والطيارة الدوارة" كلها ألعاب بسيطة، تجذب أطفال منطقة دار السلام وما حولها من مناطق شعبية فقيرة. المسئولون عن الألعاب فى الملاهى، تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 20 عاما، ويستخدمون ال"دى جى" بأصوات مرتفعة جدا لجذب انتباه الأطفال والصغار، من خلال أغان شعبية وموسيقى صاخبة، لا يتمكن الشخص العادى من تفسير كلماتها نظرا، لصعوبة ألفاظها وعدم وضوحها وتداخلها وإيقاعها السريع. كما ترى إسلام ومحمود وخالد أبناء الريس نصر الليثى، مسئول المراجيح، وهم يقفون يتابعون العمال ويتسلمون منهم المال من كل لعبة، ثم توزيع اليوميات آخر اليوم كل عامل 60 جنيهاً أو 70، على حسب المجهود والتقييم، الذى يحدده إيراد كل لعبة.