تشهد شوارع مدينة المنصورة حاليا حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني وانتشار الألعاب الكهربائية بالشوارع, وقيامها بتعطيل حركة المرور وإصابة الشوارع بالشلل التام, في غياب الرقابة المرورية والأمنية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد, بل قام أصحاب هذه الألعاب النارية والقائمون عليها بتوفير مصدر كهربائي لتشغيلها من أعمدة الإنارة العامة, مما يهدد بوقوع كارثة في حالة حدوث ماس كهربائي قد يودي بحياة العشرات. وعن هذه المشكلة يقول إسلام أشرف طالب إن هذه الألعاب تنتشر في جميع شوارع مدينة المنصورة ولكنها تتركز بشكل أكبر في شارعي قناة السويس وبورسعيد, ناهيك عن المناطق العشوائية التي تكتظ بهذه الألعاب, لافتا إلي أن انتشار هذه الألعاب وقيامها بسرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة العامة يؤدي إلي حدوث شرر وماس كهربائي يتسبب في النهاية في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عديدة خاصة في أيام الأعياد, بالاضافة إلي المخاطر الجسيمة التي تخلفها هذه التوصيلات العشوائية من ترك أسلاك عارية تؤدي إلي صعق المواطنين خاصة الأطفال فيما بعد. أما أحمد السيد صاحب إحدي الألعاب, فيشير إلي أن هذه الألعاب قد توارثوها عن آبائهم وليس لنا مصدر رزق غيرها, مؤكدا أنه لن يضير الحكومة ووزارة الكهرباء سرقة سلك من عمود إنارة لتشغيل مرجيحة أو لعبة أطفال في أيام العيد. ويضيف: اننا لا نمتلك قوت يومنا ولا نستطيع استئجار مكان في المتنزهات العامة لأن الحدائق العامة يتم التأجير فيها بمقابل مادي كبير, ناهيك عن أن الألعاب أسعارها باهظة الثمن, مشيرا إلي أنهم لا يقومون بنصب ألعابهم إلا في المواسم والأعياد. وأضاف أنه مع التطور تم استخدام أنواع جديدة مثل سيارات التصادم والساقية الدوارة والطبق الطائر, بالاضافة للألعاب اليدوية العادية كالشلال والمراجيح وحمامات الكور وألعاب النيشان. وكشف أحد المصادر بالأمن الصناعي رفض ذكر اسمه أن تلك مشكلة خطيرة, حيث إن تلك الألعاب يتم نصبها في شوارع عرضها12 مترا وطولها لا يزيد علي كيلو متر واحد وأنه من الأجدر أن يتم ذلك في ساحات مفتوحة وملاعب ثلاثية وبعيدة عن التكدس السكاني, والكارثة أنهم لا يحصلون علي تصريحات من الأمن العام, ولا من الدفاع المدني ولا البيئة, ويحصلون علي مصادر كهربائية غير مشروعة والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أين المرور والاشغالات من تلك الألعاب التي من الممكن بسهولة أن تودي بحياة الأطفال؟. وقد سبق أن أمر المحافظ السابق اللواء سمير سلام بإلغاء تصاريح تلك الملاهي العشوائية بسبب عدم حصولها علي تصريح من وزارة الاستثمار. ويقول محمد نصار أحد سكان منطقة قناة السويس إن أصحاب هذه الألعاب يمثلون رعبا للسكان, فمعظمهم من المسجلين الخطر ويتبادلون الألفاظ النابية بجانب تدخينهم للبانجو, وقد تقدمنا ببلاغات عديدة بخطورة هذا الوضع دون جدوي وقد حدثت حادثة مروعة العيد السابق عندما سقطت طفلة من المرجيحة, كما حدث أكثر من ماس كهربائي, ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي المستمر, فضلا عن الاشتباكات بين القائمين علي تلك الألعاب.