النظام السابق لم يكن يهمه سوي إرضاء أصحاب الأموال الطائلة. وأعاد إلي مصر نظام الإقطاع وتحكم رأس المال في الحكم. وكان من خطاياه الكبري نزع أراضي الإصلاح الزراعي من المستفيدين منها. وإصداره قانون تحديد العلاقة بين المالك والمستأجر والذي شرد عشرات الآلاف من الفلاحين البسطاء وأسرهم. لقد كان قانون الإصلاح الزراعي طوق النجاة للمعدمين الذين كانوا لا يجدون قوت يومهم أيام الملكية وكان من انجازات ثورة 52 أنها أخذت بيد الفقراء ومنحتهم الأرض الزراعية التي اشعرتهم بآدميتهم وبأنهم أصحاب حق في هذا الوطن. وأبناء هؤلاء الفلاحين المعدمين الذين تعلموا في المدارس الحكومية بالمجان. هم الذين قادوا النهضة في هذا الوطن. فمنهم العلماء في مختلف المجالات. ومنهم القادة العظماء في الجيش والشرطة. بل ومنهم الوزراء. ولم يتركوا مجالاً إلا وأبدعوا فيه. حقد النظام السابق علي أبناء هؤلاء البسطاء. وسحب منهم هذه الأراضي ليشردهم هم وأسرهم. فكما يقول المواطنون رزق علي رزق ومحمد عبدالحي وهانم سرور من كفر الشيخ في رسالتهم. انهم من ضحايا قانون تحديد العلاقة بين المالك والمستأجر. فقد سحبوا منهم أراضيهم الزراعية. وأصبحوا بدون عمل ولا أي مصدر للدخل. أنهوا رسالتهم بأن النظام السابق وعد بمنحهم الأرض البديلة. لكنه لم يفعل. مما أدي إلي تشريدهم هم وأفراد أسرهم. لقد كانت متعة لدي النظام السابق أن يتلذذ بتعذيب المواطنين وتجويعهم وتشريدهم.. وآن الأوان لنأخذ بيد ضحايا نظام المخلوع.