رغم الأخطار الكثيرة.. ورغم التقصير والتباطؤ.. فإن الحقيقة التي لا يجوز انكارها أن هناك أشياء كثيرة وجميلة تحققت في عام الثورة الأول.. وأن مصر تغيرت تماما.. والصورة ليست سوداء بالكامل كما يروج البعض. صحيح أن الانجازات ليست علي مستوي طموحاتنا.. وكان في الامكان تقديم ما هو أفضل لو تصرفنا جميعا بشكل مختلف.. ويجب أن نعترف- بكل صراحة وموضوعية- بأن كل الأطراف أخطأت خلال الفترة الانتقالية.. المجلس العسكري والحكومات المتعاقبة والسياسيون والأحزاب والائتلافات الشبابية والصحافة والقنوات الفضائية.. وربما تكون هذه مناسبة طيبة لكي ينتهز كل طرف الفرصة وينظر إلي نفسه في مرآة صحيحة ليري أخطاءه قبل أن يري أخطاء الآخرين. لم يكن أداؤنا علي المستوي الذي حلمنا به بعد سقوط الفرعون يوم 11 فبراير.. حين حلقت طموحاتنا حتي لامست السماء.. وكنا نظن أننا قادرون علي المستحيل.. واسقطنا من حساباتنا وطموحاتنا عقبات الطريق وتحديات الواقع ومؤامرات المتآمرين. ورغم كل ذلك يجب ألا نيأس أو نستسلم للاحباط.. ولمن يريدون هدم المعبد علي رؤوسنا.. وإنما علينا أن نفكر فيما تحقق وما لم يتحقق دون تهويل أو تهوين.. فلا نخدع أنفسنا.. وأيضا لا نجلد أنفسنا. بهذه الروح نستطيع أن نرصد بعضا مما تحقق علي النحو التالي: * سقوط دولة الفرعون إلي الأبد بعد أن تم اجراء أول تعديل دستوري يجعل رئاسة الجمهورية أربع سنوات قابلة للتجديد لمدة واحدة فقط.. أي أن كل الرؤساء القادمين بعد الثورة لن يمكثوا علي كرسي الرئاسة أكثر من 8 سنوات علي الأكثر وربما أربع سنوات فقط. * توافق الشعب المصري بكل أحزابه وأطيافه علي تخفيض سلطات رئيس الجمهورية ليكون رئيسا شرفيا في جمهورية برلمانية أو رئيساً محدود السلطات في جمهورية مختلطة رئاسية برلمانية يتقاسم فيها اختصاصات السلطة التنفيذية مع رئيس وزراء قوي. * إطلاق الحريات الكاملة للشعب المصري دون قيود.. تستوي في ذلك حرية التعبير وحرية تشكيل الأحزاب واصدار الصحف والاجتماعات والمؤتمرات والتحالفات.. صحيح أن البعض فهم هذه الحرية الكاملة علي انها فوضي.. وانطلق بعض السياسيين يقلدون سائقي الميكروباص عندما يغيب عنهم ضابط المرور.. ولكن لا بأس.. سوف تنتهي هذه المرحلة ونصل إلي النضج والاستقرار طبقا لقانون التجربة والخطأ. * إجراء أول وأعظم وأروع انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في حياتنا.. وخروج الشعب إلي لجان الاقتراع في مشاهد تاريخية أشاد بها العالم أجمع.. الأعداء قبل الأصدقاء.. وثبت للدنيا كلها أن الشعب المصري أذكي من حكامه.. فقد كان يقاطع الانتخابات عندما كانت صورية ومزيفة.. لكنه تسارع إليها عندما صارت انتخابات حقيقية وجادة.. وتعبر عن إرادته. * اسقاط دولة أمن الدولة.. وتفكيك هذا الجهاز الرهيب الذي كان يمسك برقاب المصريين ويحصي عليهم انفاسهم.. وكانت تقاريره الملفقة ترفع الكذابين والأفاقين وتحارب أصحاب القامات العالية.. وتحول بينهم وبين المواقع التي يستحقونها وتزدان بهم. * إعادة الشركات الكبري إلي حضن الوطن بعد أن تم بيعها بأبخس الأثمان في صفقات مريبة. * إقرار الحد الأدني والأقصي للأجور بعد أن اتسعت الشقة بين سكان القبور وسكان القصور.. ولم يعد هناك ضابط أو رابط لأولئك الذين يمارسون النهب المنظم لخزانة الدولة بطرق قانونية ومشروعة في صورة أجور ومكافآت وحوافز وبدلات وعمولات وصلت إلي أرقام فلكية بينما هناك من لا يملكون قوت يومهم. * البدء في محاكمة رموز النظام السابق والتحفظ عليهم في السجن.. ورغم أن البعض غير راض علي الطريقة التي تجري بها المحاكمة.. وبالذات بالنسبة لمبارك وقاتلي الثوار والمتظاهرين.. لكن هذا هو القضاء.. وفي كل الأحوال فإن العدالة البطيئة خير ألف مرة من الظلم السريع. * اعتدال بوصلة سياستنا الخارجية بعض الشيء تجاه فلسطين وتركيا وإسرائيل وأمريكا.. وإن كانت هذه البوصلة مازالت في حاجة إلي انضباط خصوصا تجاه إيران وإسرائيل وأفريقيا. وفي مقابل هذه الانجازات هناك اخفاقات مازالت تبحث عن حلول ناجعة حتي ترتفع نسبة نجاح الثورة مثل: * الانفلات الأمني العام رغم الجهود المحسوسة للدكتور الجنزوري ووزير الداخلية.. ورغم النجاحات المحدودة التي تحققت. * الاخفاق الكامل في استعادة الأموال المهربة إلي الخارج.. أو استعادة الاشخاص الذين سرقوا وهربوا.. صحيح أن الدولة تسترد حقوقها لدي أصحاب المنتجعات والقصور ولكن هذا لا يكفي. * سيطرة الاستقطاب السياسي علي حياتنا العامة.. حتي اقترنت الممارسة السياسية بالمعاندة والمكابرة والمزايدة.. وارتباط هذا الاستقطاب السياسي بالانقسام الطائفي.. حتي تحولت المنافسة السياسية إلي منافسة طائفية.. وللأمانة فإن المشهد الوحيد المستثني من هذا المرض هو لقاء الخميس أول أمس بين الرموز السياسية والدينية في الأزهر الشريف.. ولو تم تدعيم هذا الاتجاه الايجابي فربما تتغير الصورة إلي الأفضل. * انفلات الأسعار والأزمات المتتالية في البوتاجاز والبنزين.. الناس تريد أن تشعر بمنجز للثورة في محاربة جشع التجار واشتعال الأسواق. * تغييب القانون عمدا في مواجهة جرائم قطع الطرق والسكة الحديد وسرقة السيارات والسطو علي المنازل. وتقتضي الأمانة الاعتراف بأن حكومة الجنزوري تسير في الاتجاه الصحيح.. وتعمل في صمت.. وهناك كثيرون يشعرون بالتفاؤل.. وأملنا كبير في أن يتحول هذا التفاؤل إلي نتائج ملموسة بعد تشغيل المشروعات الكثيرة التي أعلن عنها.. حتي نقول بأعلي صوتنا: ثورتنا نجحت. إشارات * كنا نتابع زيارات الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر إلي الدول الديمقراطية لمراقبة انتخاباتها ونقول عقبال عندنا.. الحمد لله.. عاش كارتر وعشنا حتي رأيناه في مصر يراقب انتخاباتها. * عفوا.. نسيت أن أسجل من إنجازات الثورة إلغاء مولد أبو حصيرة الذي كان يمثل استفزازا سنويا لمشاعر المصريين في يناير من كل عام. * لو كان الأمر بيدي لرشحت منصور حسن لرئاسة الجمهورية ورشحت الجنزوري لرئاسة أول حكومة أمام برلمان الثورة ولكن هل يقتنع الاخوان؟! * تصريحات وأحاديث د. علي السلمي تدعو للفتنة والاثارة.. كفاية يا عمنا الله يكرمك * أتمني أن أسجل في العام القادم نجاح الثورة في تحسين رغيف الخبز * فعلا.. شيخ الأزهر رجل المرحلة.. يعرف كيف يتحدث بلغتها ويعبر عن احتياجاتها * اخشي أن يحصل المزارعون علي قروض مشروع البتلو فيشترون بها تليفزيونات وديشات وريسيفرات!! * أعرف الزميل عصام كامل وأعرف أخلاقه الحميدة.. ولا أدري كيف يغرر به لنشر فبركة صحفية مكشوفة.. وطبخة بايتة سخيفة.. بئست الشهرة وبئست الصحافة ان كانت بهذه الشكل * أعيد تشكيل لجان المجلس الأعلي للثقافة فجاءت كل الأسماء القديمة.. وكأن الثورة لم تقم.. وكأن شيئا لم يتغير في مصر.. يا ناس استيقظوا * حزب الوفد في حاجة إلي التحالف الديمقراطي والتحالف في حاجة إلي حزب الوفد.. وعودتهما معاً خبر سار في صالح الحياة السياسية.. مبروك.