مولد الحاخام اليهودي المغربي أبو حصيرة يقترب.. إذ لم يتبق عليه سوي تسعة أيام. الوفود اليهودية تتوافد من كل حدب وصوب.. وتصر في نطاعة وسماجة علي زيارة ضريحه في قرية دمتيوه بالبحيرة. والشعب المصري عامة والقوي الثورية خاصة يصرون أيضا علي عدم السماح لليهود بتدنيس دمتيوه ويعلنون: علي جثثنا. ومحافظة البحيرة ومديرية الأمن هناك تطلقان النغمة النشار التي كنا نسمعها كل عام: لم نتلق تعليمات بشأن السياح اليهود أو زيارات للضريح!! قد يظن البعض ان الموضوع كله لا يستحق التعليق عليه ويجب ألا يأخذ حجما أكبر من حجمه ويتساءلون: أليست دمتيوه مثل أي مدينة أخري في مصر يطأها اليهود كسياح؟! أقول لهؤلاء: لا تحصروا المسألة في قدوم مجموعات من السياح اليهود لمصر.. فهم بالفعل يفدون إلي طابا ونويبع وشرم الشيخ ودهب والجيزة حيث الأهرامات والأقصر وأسوان والاسكندرية.. بل وللقاهرة أيضا.. فهناك تمثيل دبلوماسي بين مصر واسرائيل يا رب يتوقف. وتوجد سفارة لهم رابضة علي ضفاف النيل وسفارة لنا في تل أبيب. ندعو الله أن يتم إغلاقهما بالضبة والمفتاح. المسألة يجب توصيفها علي النحو التالي: ان هؤلاء بالنسبة لنا كشعب "أعداء" مهما كان هناك من تطبيع حكومي أو رسمي.. وزيارتهم لأرضنا علي امتدادها تدنيس لها مرفوض بالاجماع.. فمابالك عندما يقومون بشبه احتلال كذا يوم لقرية دمتيوه المصرية ويرتكبون شتي أنواع الفواحش والكبائر والبدع هناك؟! انها مسألة سيادة وكرامة وهيبة وطن. ان تدفق السياح اليهود من اسرائيل وعدد من دول العالم رغم أنف شعب مصر.. يضرب سيادتنا علي أراضينا في مقتل. وان ارتكاب موبقات فوق أرض مصر وامام مصريين بسطاء دون أن يكون لهم حق الرفض أو الدفاع عن هويتهم الدينية والوطنية.. هو اهدار صريح لكرامة كل مصري. وان عدم الاعتداد بحكم قضائي ينص صراحة علي وقف الاحتفال بمولد أبو حصيرة.. هو تحد سافر للسلطة القضائية إحدي السلطات الثلاث للدولة والتي تشكل هيبة وطن بحجم مصر. والآن.. ماذا بعد؟! لقد نشرت بعض وسائل الاعلام ان اسرائيل طلبت رسميا من مصر نقل رفات أبو حصيرة إلي القدس. إذا كان الخبر صحيحا.. فلا أتمني نقله للمدينة المقدسة المحتلة.. ولكن ياخدوه ويدفنوه في أي داهية ما عدا القدس.. المهم انهم ينقلونه من عندنا.. علي الأقل حتي تتطهر أرضنا من قذارتهم ونرتاح من وجع القلب. وحتي يتم تنفيذ نقل الرفات أو لا ينقل أو يصدر قرار رسمي وصريح بمنع المولد.. فإن هذا المولد لن يقام في مصر أبدا. ان 31 حزبا وحركة سياسية أعلنت أمس رفضها اقامة المولد.. وأكدت انها ستقيم حواجز ودروعا بشرية لقطع الطريق علي اتوبيسات السياح اليهود ومنعهم من الوصول إلي دمتيوه. واقتباسا من اسم احدي هذه الحركات.. أضم صوتي لأشقائي في الوطن وأقول لليهود: أبداً لن تمروا فوق أرضنا. مصر.. مسري الأنبياء والرسل المطهرين ومثوي أهل البيت الكرام وأولياء الله الصالحين.. لن ينجسها أحد كائن من كان بعد اليوم. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.