الرسول الكريم أول من أرسي وأسس لمبدأ وقانون المواطنة "لهم ما لنا وعليم ما علينا". الإسلام من هذا المنطلق. يعترف بالآخر ويعظم وجوده ودوره. ويساوي بينه وبين غيره من المسلمين في الحقوق والواجبات. ليس هذا فحسب. بل هذا مدعاة لإذابة الفوارق والغائها. فلا وجود في المجتمعات الإسلامية لما يسمي في المجتمعات الأخري بالأقليات!! وفي مصر لا وجود لما يسمي بالأقلية. إذ أننا سواء أمام القانون. متساوون في الحقوق والواجبات. وإذ استشعر أفراد المجتمع الواحد بالمساواة رغم اختلافاتهم الدينية. تقلص الشعور بالفوارق. وذابت تماماً. وتعاظم ذلك الاحساس بالانتماء للوطن الواحد. وهذا هو الأصل في الإسلام. يري البعض أن الحديث الذي نستدل به "لهم ما لنا وعليهم ما علينا". من الأحاديث الضعيفة. وقالوا إنه ورد في كتاب الألباني. الأحاديث الموضوعة والضعيفة. وقيل إنه إنما قيل في نفر من أهل الكتاب كانوا قد دخلوا الإسلام حديثاً. وأياً كان فإن العمل به كقاعدة فقهية مفيد جداً في حالة مصر. في الظروف الأتية ومستقبلاً وعلي الدوام. وقد صح عن الرسول الكريم قوله "إنكم ستفتحون مصر. وهي أرض يسمي فيها القيراط. فإذا فتحتموها فاحسنوا إلي أهلها. فإن لهم ذمة ورحماً". ونحن أولي بوصية الرسول من غيرنا. والآية الرابعة من سورة الممتحنة تدعم ما ذهبنا إليه "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". أما الجزية فالأصل في فرضها ينتفي داخل المجتمع المصري انتفاء تاماً. من خلال التأدية الاجبارية للخدمة العسكرية لكل المصريين!!