مأساة حقيقية شهدها مصنع بورتلاند وخسائر بالملايين تكبدها المصنع اثر هجوم من بعض قاطني منطقة وادي القمر لاعتراضهم علي عودة عمل المصنع منذ يومين بعد ان كان متوقفاً منذ عشرة أيام. تلقي اللواء خالد غرابة مدير أمن الاسكندرية بلاغا باشتعال النيران بمصنع بورتلاند للاسمنت بمنطقة المكس. انتقلت 25 سيارة اطفاء بالاضافة إلي سيارات شركة البترول إلي المنطقة مما حال وصول النيران إلي المصنع الرئيسي.. وتبين قيام بعض سكان المنطقة بتسلق أسوار المصنع ومهاجمة الأمن المعين له لاحراقه وتبين ان عدد مهاجمي المصنع لا يتجاوز عددهم العشرين فرداً اعمارهم ما بين "13 إلي 18 سنة" وانهم قاموا باشعال النيران بالمكتب الاداري الخاص برئيس مجلس الإدارة المكون من طابقين وتحطيمه بالكامل.. وتم ايضا احراق سيارة المطافي الخاص بالمصنع حتي لا تقوم بالسيطرة علي النيران وتم حرق سيارتين ملاكي خاصة بالعاملين بالمصنع وعربة ميكروباص "14 راكب" خاصة بالموظفين و"ونش" وسيارة نصف نقل جميعها تابعة للمصنع. وتمكنت المطافيء من السيطرة علي النيران قبل ان تمتد لباقي المصنع. في ظل وقوف بعض المتظاهرين مرددين "موعدنا الجمعة القادم"!! علمت "المساء الأسبوعي" ان المصنع كان مغلقا لمدة عشرة أيام لتوفيق أوضاعه بعد شكوي المواطنين من عودة انبعاث الاتربة الضارة منه ولم يتم إعادة فتحه سوي منذ يومين بنصف طاقته الانتاجية في ظل أن المصنع كان يقوم بتعلية اسواره حتي لا تصل الادخنة المنبعثة منه إلي الأهالي. أكد الدكتور "أسامة الفولي" محافظ الاسكندرية انه اصدر قراراً بغلق المصنع تماما معلنا رفضه للتصعيدات التي احدثها سكان المنطقة بوادي القمر بعد ان تم الاتفاق سابقا علي حزمة من الحلول للحد من التلوث الناتج عن المصنع. وكان ما يقرب من "300" من سكان منطقة وادي القمر نظموا وقفة اعتصامية اغلقت طريق الداخيلة المؤدي إلي وادي القمر تحت شعار "جمعة الفرصة الأخيرة" للمطالبة بنقل مصنع الأسمنت ومحاسبة محافظ الاسكندرية لعدم نقله المصنع. شكلت مباحث الاسكندرية فريقا للتحري حول مرتكبي الحادث والمحرضين ضده وجار حصر الخسائر المبدئية للمصنع وتحديد الطريقة التي تم بها اشعال النيران.. كما قامت القوات المسلحة بالتنسيق مع مديرية الأمن تحديد طرق حماية المصنع حتي لا تشتعل المنطقة بأكملها في حالة حدوث أي أعمال تخريبية. قال محمد الضبع منسق لحملة نقل المصنع إن غضب الأهالي يأتي نتيجة الجاهل التام لمطلبهم بنقل الشركة. وعمل الشركة بعد توقفها لاجراء عمرة وفوجئوا بانها تعمل مجدداً رغم تأكيدات البيئة والمحافظة بأن هناك قرارا صادراً بالايقاف لمدة 5 أشهر مما دفع الأهالي الغاضبوين لقطع الطريق والتظاهر. أضاف وليد موسي منسق اللجنة القانونية أن أفراد الأمن قاموا باستفزاز الأهالي مما دفع بعض الصبية لتبادل رشق الحجارة معهم. وبعد ذلك خرج الأمر عن السيطرة ودخلت مجموعة منهم إلي المصنع وحطموا المكاتب الادارية. أكد خالد الأمير- المتحدث باسم الحملة- أنهم فوجئوا بعد ذلك بإشعال أحد المكاتب المجاورة لمبني الادارة متهماً عمال الشركة بانهم من قاموا باشعال النار في هذا المكتب. وأن المصنع ملاصق للمنطقة بطول أكثر من كيلو متر مربع ولو كانت هناك نية مبيتة باشعال المصنع لاقتحموه من أكثر من مكان واحرقوه كاملا. أو إلقاء الزجاجات الحارقة عليه من المباني السكنية الملاصقة للمصنع. وكشف الأمير عن وجود تهديدات خرجت من الشركة بأنه اذا خرجت المظاهرة سيكون هناك أعمال شغب وبلطجة وهو ما حدث بالفعل.