احتفالات رأس السنة هذه الأيام ستختلف كثيراً عن الأعوام السابقة لأنها أول احتفال يأتي بالعام الجديد بعد أحداث ثورة 25 يناير بجانب أنها تأتي في ظروف صعبة. وأحداث شائكة تعيشها مصر حالياً ما بين مؤيد للآراء ورافض لأي رأي يسمعه.. وما بين اعتصامات ومظاهرات هنا وهناك.. فريق في التحرير وآخر في العباسية وغداً فريق آخر بميدان جديد.. رغم أن كل هذه الفرق من أصل "مصري" ماركة مسجلة بالأهرامات وأم كلثوم وعبدالوهاب. ود.مجدي يعقوب ود.زويل ونجيب محفوظ.. غير أن "التكت" أو "البادج" لهذه الفرق فقط هو الذي يتم تغييره كل حسب منطقة عن الأخري. في كل الأحوال فإن احتفال العام الجديد سوف نراه جديداً وشكلاً مختلفاً.. علي الأقل سنجد فئة ليست بالقليلة لا تريد احتفالاً بالعام الجديد.. هذه الفئة ذهبت تفكر بعيداً عن كل ما يشغل البال لعدد من المجتمع.. تفكر في عودة الهدوء للشارع المصري وعودة رجل الشرطة كما كان إلي وضعه الطبيعي قوياً صامداً لا يخاف إلا الله في عمله بعد التغييرات التي أحدثتها ثورة 25 يناير في العالم كله وليس مصر وحدها.. وبعد أن تأكد لرجل الشرطة أن أحداً لا ينفعه وقت الأزمات سوي الله وبعد ذلك حب الشعب له وتطبيق القانون بكل أدب علي الجميع. ويخشي الله في عمله.. ولا فرق أمامه بين الغني صاحب المال والفقير الغلبان. هذه الفئة تفكر في استقرار مصر واقتصادها الذي يوقفها علي أرجلها أمام كل بلدان العالم بعد أن تخلي عنها الجميع.. وهذه الفئة تفكر في القضاء علي الدروس الخصوصية فعلاً وليس كلاماً.. وفي تواجد المصانع المصرية بأيدي مصرية وعودة العاملين لمصانعهم وشركاتهم التي إما أنها أغلقت أو أن الشركة قامت بالاستغناء عنهم بفعل فاعل عنوانه "الخصخصة" وجعلتهم بجلسون علي المقاهي. وإضاعة الوقت في الشوارع وحتي الجلوس علي "المصاطب" في القري والنجوع والأزقة.. وأصبحت هذه الأماكن هي جلستهم المفضلة دون إرادتهم بالطبع.. فهل نجد هذه الفئة وسط التصريحات وطوفان المصالح التي شهرت من أناس كانت بعيدة عن الساحة.. وكل ما يشغل هذه الفئة هو خوفهم علي بلدهم. ويقدمون قلوبهم في العمل قبل كلامهم.. يحاولون إظهار الحق لأصحابه وعودة الضمير لمكانه في جو صعب مليء بأناس ليس لهم قلب علي بلدهم.