لست من أنصار التيار الديني ولا أغازل سلفيين أو إخوان. فأنا من أشد مؤيدي العدالة الاجتماعية التي يرفضها البعض أو يحاول الالتفاف عليها تحت دعاوي من قبيل إن الله خلق الناس طبقات وأرغب كما يرغب الكثيرون في هذا الوطن أن يروا مجتمعاً جديداً يقوم علي العدالة والمساواة والحرية والكرامة تتحقق فيه مطالب الثوار الذين فجروا ثورة يناير وأطاحوا بحسني مبارك وفساد بعض حاشيته. لا أريد أن أري مصر حقل تجارب من نوع جديد وفي الوقت نفسه أطالب كما يطالب غيري باحترام نتائج الانتخابات. فلا وصاية لأحد علي الشعب والشعب قد اختار وعلينا وعلي كافة الاتجاهات احترام هذا الاختيار. إلا أنني في الوقت نفسه أيضاً أرفض تأجيج الصراعات واستغلال الصحف والمنابر الإعلامية المختلفة لتأجيح الصراع بين فئات هذا المجتمع المتنوع وإذا كان في تاريخ الثورات ما يعمل دائماً علي عرقلة التغيير واقامة العراقيل ضد مطالب الشعب سواء كانوا من الفلول أو من الذين اضيروا من الثورة بطريق مباشر أو غير مباشر فإن الأخطر هم ما يطلق عليهم خطباء الفتنة وإذا كانت الخطابة قد اختلفت ألوانها وتنوعت اتجاهاتها ودخل اطار هذا التصنيف صحفيون وإعلاميون مما جعلهم أشد خطراً علي المجتمع وخطباء الفتنة هؤلاء رآهم رسول الله صلي الله عليه وسلم تقرض شفاههم بمقارض من نار. فسأل من هؤلاء يا جبريل: فقال هم خطباء الفتنة الذين يبررون لكل ظالم ظلمه ويجعلون دين الله خدمة لأهواء البشر وهؤلاء هم الذين يحاولون أن يجعلوا للناس حجة في أن يتحللوا من منهج الله. فهم يبررون ما يقع ولا يدبرون ما سيقع أو كما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي إن الدين ليس لتبرير أهواء البشر ولكنه لتدبير أمورهم. خطباء الفتنة هؤلاء عليهم أن يتوقفوا عما يفعلون وأن يعملوا علي دفع الوطن للأمام لا جذبه إلي الخلف. عليهم أن يحثوا أصحاب الأمر والنهي بضرورة تحقيق مطالب الشعب العادلة هذا الشعب الذي خرج يطالب بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية. وما لم تتحقق هذه المطالب ستظل مراجل الثورة تغلي وستبقي الثورة مستمرة إلي أن تتحقق المطالب.