يستطيع اللواء حسن البرديسي مدير المرور بالقاهرة أن يساهم وحده في حل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر ويسد جزءاً من عجز الموازنة لو طبق قانون المرور علي المخالفين في العاصمة تطبيقاً صارماً. الغرامات المنصوص عليها في القانون نتيجة المخالفات بكل أنواعها موجعة.. ويمكن مع الفوضي المرورية التي تسود شوارع العاصمة من أقصاها إلي أقصاها أن يتم تحصيل مليار جنيه علي الأقل إن لم يكن أكثر وتدخل خزينة الدولة. كل ما في الأمر أن ينشط أمناء الشرطة بدفاترهم المشهورة ويمروا في الشوارع وعندها سيضبطون مخالفات علي كل شكل ولون.. أقلها السير عكس الاتجاه. وأعتقد أن غرامة هذه المخالفة تبلغ ألفاً و50 جنيهاً.. ثم الوقوف في الممنوع صفاً ثانياً وثالثاً.. ولو طبقنا مخالفة استخدام آلة التنبيه ستكون الحصيلة مهولة. فلا يوجد بلد في العالم يسيء استخدام آلة التنبيه مثل قائدي السيارات في مصر. فهناك سائقون لا يرفعون يدهم عن هذه الآلة. والغريبة أن المرور يكون متوقفاً تماماً في أحد الشوارع ومع ذلك تجد كثيراً من السائقين يمارسون هذه الهواية وكأنهم يستمتعون بمقطوعة موسيقية مريحة للأعصاب!! فإذا انتقلنا إلي مخالفات عدم ربط حزام الأمان فحدث ولا حرج عن ذلك. فلا يوجد من يربط هذا الحزام من سائقي السيارات الخاصة أو الأجرة إلا النذر اليسير ولا تكاد نسبتهم تصل إلي واحد في الألف.. ناهيك عن مخالفات استخدام التليفون المحمول أثناء القيادة.. ولو وقف أحد المراقبين في أي شارع من شوارع القاهرة ولاحظ السيارات المارة سوف يجد أن نسبة مستخدمي هذه التليفونات ستصل إلي ما يقرب من 99 في المائة أثناء القيادة. هناك سائقو سيارات استغلوا حالة اللا استقرار في مصر وانتهكوا قانون المرور بكل وقاحة وقلة ذوق بل وقلة أدب. وإذا توجهت إليهم بكلمة عتاب ردوا عليك بفاصل سباب هذا إذا لم يصل التطاول إلي حد الاشتباك بالأيدي. مرة أخري.. يستطيع اللواء حسن البرديسي أن يضرب عصفورين بحجر واحد.. أن يعيد إلي شوارع القاهرة الانضباط المروري وأن يساهم بفعالية في دعم ميزانية الدولة.. لو أراد. خارج المقال النادي الأهلي في مبارياته مع الأندية الأخري ينطبق عليه المثل القائل: اعطني قيراط حظ ولا تعطني فدان شطارة!!