في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده الشوارع المصرية بعد الثورة نري بعض السلوكيات التي تتنافي مع روح الثورة منها استهتار السائقين بالقواعد المرورية كربط الحزام والتحدث بالمحمول في اثناء عملية القيادة والسير في طريق معاكس بخلاف الصفين الثاني والثالث في ركن السيارات لتنضم المخالفات المرورية لقائمة السلوكيات الخاطئة ليعتقد البعض انهم فوق القانون وكأن عصا الشرطة يلزم وجودها حتي يلتزم الجميع بالقواعد التي تنظم حياتنا وتعبر عن مبادئنا واخلاقنا. في البداية يؤكد احمد الغرباوي مهندس مدني ان التزام المواطنين في قيادة السيارات من وضع حزام الامان وعدم استخدام التليفون المحمول او حتي الالتزام باشارات المرور اصبح ظاهرة نادرة الوجود وكأن لديهم كبتا وتراكمات ارادوا ان يفجروها بعدم التزامهم بتطبيق القوانين واصبح غياب الامن حجتهم لكي يفعلوا ما يروق لهم حتي وان كان يؤذي الاخرين. ويقول جمال الصفتي محاسب ان تلك الظاهرة وان كانت سلبية للغاية ولاتتناسب مع طبيعة الشعب المصري الا انها تأتي في المقام الاول نتيجة عدم تطبيق القانون علي الناس جميعا فكانت تطبق علي الغلابة دون الاغنياء والمسئولين ولذلك صارت الثقافة القانونية لدي المواطن منعدمة وكأن كسر القوانين يشعره بالثأر للظلم الذي كان يتعرض له حتي وان كان في المرور عكس الطريق ليتسبب في مشكلة لجميع المارة دون وعي بخطورة ما يفعله فكانت الحملات المرورية تمشط شوارع القاهرة في اوقات محددة فقط وبالطبع كان يستثني منها معارف المسئولين. ويضيف صلاح محمد سائق بموقف سرفيس كلية الزراعة من قاطني محافظة القليوبية انه قبل الثورة كان ضباط المرور يقومون بسحب الرخص اذا توقف في الطريق لتحميل الركاب ويطلبون منه دفع غرامة فورية قدرها خمسون جنيها ولكن الآن اذا وجد ضابط المرور يقوم بتحرير مخالفة ويسحب الرخصة ويطلب منه دفع الغرامة بأقرب قسم شرطة ويعطيه إيصالا مدة صلاحيته اسبوع واحد, مشيرا الي انه ن نادرا ما يتم تحرير مخالفات للسائقين والكل اصبح يفعل ما يشاء خاصة في محافظة القاهرة ويضيف سعد علي السيد ان معاملة عساكر وضباط المرور قد تغيرت للافضل عكس ما كان يحدث قبل الثورة حيث تم تحرير مخالفات عديدة له وكانت تتمثل في السير عكس الاتجاه والتي تقدر ب24 الف جنيه وقام بتقديم تظلمات حتي وصلت إلي8 آلاف جنيه بخلاف الاتاوات, مشيرا الي ان مخالفة مزلقان السكة الحديد وكسر الاشارة ارتفع ثمنها الي1500 جنيه. ويقول الدكتور احمد مجدي حجازي استاذ علم الاجتماع بجامعة6 اكتوبر ان الشرطة قبل الثورة كانت لها هيبة رغم ان غالبية المخالفات كانت تحررها دون وجه حق, بالاضافة الي الاعتماد علي المحسوبية بشكل كبير مما ادي الي انعدام الثقافة القانونية لدي الشعب لذا كان اول ما قاموا به خلال احداث الثورة هو خرق القانون باي شكل ليثأروا من رموز النظام السابق ويفرغوا الحقد الذي تكون في قلوبهم تجاه المسئولين والواسطة واصبحت الشرعية الاساسية هي الخروج علي القانون. ويؤكد اللواء بهاء الدين حسن مدير الادارة العامة لمباحث المرور انه لاشك ان ما يحدث في الشارع الان هو انفلات اخلاقي اكثر من كونه امنيا حتي اصبح هدفهم الاساسي هو الوجود الامني لاحكام السيطرة واصبحت مهمتهم الاساسية هي القبض علي البلطجية واستعادة السيارات المسروقة وتسليم الهاربين والخارجين علي القانون كما انه تم تكثيف الحملات في كل القطاعات وفي كل قطاع دورية امنية مكونة من ضابط شرطة وضابط مرور وضابط امن مركزي يمشطون المنطقة المكلفين بها طوال ال24 ساعة ومسلحين بالبنادق الآلية ولديهم تعليمات باستخدام السلاح عند الضرورة بالاضافة الي التنسيق وتكوين اكمنة وحملات تفتيشية للحد من الانفلات والقبض علي من يروعون المواطنين حتي يشعر المواطن بالامان وتعود له الثقة في الشرطة مرة اخري فيما اكد ان نسبة الوجود الامني والسيطرة علي الموقف افضل بكثير مما كانت عليه عقب احداث الثورة.