قرية برج مغيزل مركز مطوبس بكفر الشيخ تطل علي البحر المتوسط علي الجانب الشرقي لمدينة رشيد وتبعد عن مدينة كفر الشيخ العاصمة 150 كيلو متراً ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة يعمر معظمهم بالصيد وبالرغم من كونها قرية فإنها تشتهر بصناعة السفن حيث يبلغ عدد الورش فيها 7 ورش تقوم بصناعة المراكب الآلية واليخوت السياحية ويعمل بهذه الورشة نحو 200 عامل وتقوم القرية بتصدير السفن واليخوت إلي السعودية وسوريا وليبيا ومالطا. رغم ذلك فحياتهم بائسة ومعاناة يومية يعيشها سكان قرية برج مغيزل الذين يمتهنون مهنة الصيد وهم دائماً ما بين بحر وشط يعيشون الأهوال ويستيقظ ذووهم علي الفجيعة وينامون علي البكاء ما بين غرق ذويهم أو احتجازهم لدي السلطات الليبية أو التونسية لدخولهم المياه الإقليمية في صيد مخالف للقوانين الدولية وهم يلجأون لذلك جراء ندرة الأسماك في الشواطيء المصرية نتيجة للصيد المخالف وصيد الزريعة بالشباك المخالفة وكثرة الصيادين في مصر مما يضطرهم إلي الذهاب إلي مسافات طويلة في عرض البحر ودخولهم في المياه الإقليمية للدول المجاورة سواء عن قصد أو العوامل الجوية هي التي تدخلها إلي مناطق الحظر الدولية وحياتهم كما يقول المثل "علي كف عفريت" وحتي ضروريات الحياة حرموا منها والبحر لهم نقمة ونعمة ورزق وموت وسعادة وحزن. يقول أحمد نصار رئيس جمعية خدمة الصيادين ببرج مغيزل نحن في قرية لا تخلع ملابس الحداد علي أولادها الذين يموتون غرقاً أو يتم احتجازهم لدي السلطات الليبية بسبب الصيد المخالف في المياه الإقليمية الليبية لندرة الأسماك في الشواطيء المصرية بسبب الصيد بشباك مخالفة وصيد الزريعة قبل أن تكبر لأصحاب المزارع السمكية الكبيرة. يؤكد محمد سعد علي صياد "45 سنة" نضطر لعدم إلحاق أبنائنا بالمدارس لأننا في حاجة لتعليمهم الصيد ليتحمل هذا الطفل أعباء الحياة منذ صغره ليتعود علي مواجهة الشدائد والتكيف مع الحياة التي نعيشها فمهما تعلم ما الذي سيجنيه إلا شهادة لا تثمر ولا تغني من جوع. يقول محمد حسن 11 سنة صياد من البرلس تعلمت مهنة الصيد منذ 4 سنوات لمساعدة أبي فليس لوالدي إلا ابنين وهو رجل كبير فماذا أخذ من المدرسة ولكن الصيد يجيب لنا الفلوس "اللي هتعيشنا وتجعل لنا كرامة" وقريتنا لا تعرف إلا الصيد ونحن لا نعرف شغل تاني وأسأل: الأفضل أني أخرج اصطاد ولا أجعل والدي يتسول لمرضه؟ يضيف أحمد محمد الشامي 55 سنة قائلاً: الدولة لا تقدم للصيادين الدعم اللازم واتهم هيئة الثروة السمكية بتشريدهم فهي السبب فيما نحن فيه فهي سمحت منذ فترة طويلة باستخدام الصيادين غزلاً محرماً دولياً مما أدي لصيد الأسماك الصغيرة وانهيار الثروة السمكية أمام الشواطيء المصرية في مياه البحر المتوسط مما أدي لهجرة مراكب الصيد أمام الشواطيء الليبية والتونسية والمالطية لعدم وجود أساطيل صيد كبري بهذه الدول مما يؤدي إلي قيام الصيادين المصريين بصيد كميات كبيرة من الأسماك خلال عمليات الصيد في هذه المناطق وتعرضهم للمشاكل وهناك أكثر من 3500 صياد من أبناء قريتي برج مغيزل والبرلس سافروا للعمل علي مراكب ليبية وتونسية وفق عقود لمدة أربعة أشهر ويعود لمصر ليجلس بها شهراً ثم يعود بعد ذلك للعمل في المركب المتعاقد مع أصحابها وهناك من يموت في هذه المراكب من المصريين ويتم نقلهم لقريتهم وتعودنا علي ذلك ويتراوح الموتي ما بين 50 إلي 70 سنوياً لذا فهناك من الأرامل كثيرات في القرية والمتهم الثاني لإهدار الثروة السمكية وتشريد أطفالنا وكذلك اتجاه شبابنا لرحلات السفر الخطرة مافيا الزريعة والذين يخرجون الزريعة من خلال عمليات التجريف والتي تصطاد الزريعة وتجفف لبيعها كزريعة وطعام وتتوجه للمزارع السمكية والتي يقتل منها الملايين في لحظات إخراجها لحين تعبئتها لبيعها. يقول إبراهيم عيد الشامي 42 سنة صياد نطالب بإقامة مرسي لمراكب الصيد أو معدية علي غرار معدية إدكو بمحافظة البحيرة لأن القرية بها أكثر من 500 مركب تقوم بالإبحار للصيد من معدية رشيد وإدكو والإسكندرية وبوغاز البرلس ونطالب بسرعة صرف إعانات عاجلة لأسر الصيادين. يري حمودة فهمي شيخ الصيادين بقرية برج مغيزل انه يجب علي هيئة الثروة السمكية التنسيق مع وزارة الخارجية المصرية لعقد اتفاقية الصيد مع ليبيا يتم بموجبها استخراج تصريح صيد للمراكب المصرية أمام الشواطئ الليبية وبعض الدول الأخري حتي لا يتم مطاردة المراكب وتعرضها لخطر الإغراق أو الاحتجاز ونطالب بعمل محمية طبيعية علي الشواطئ المصرية في مسافة 5 أميال بحرية يتم منع الصيد فيها لمدة عامين للسماح بتكاثر الزريعة الصغيرة وتنمية الثروة السمكية . أما في قرية برج البرلس فلا يختلف الحال كثيرا عن قرية برج مغيزل الإ أن بحيرة البرلس محمية طبيعية ويتم الاعتداء عليها في ظل غياب الرقابة من شرطة المسطحات المائية والثروة السمكية للسماح لبلطيجة صيد الزريعة والاسماك الصغيرة لبيعها لجنرالات جهاز أمن الدولة المنحل ولواءات الشرطة فضلا عن تسيير المراكب الالية غير بسموح لها بالعمل داخل البحيرة والتي تعمل بدون ترخيص. يقول حسن النيل صياد: اعول اسرة مكونه.. من 11 إبناً وبنتاً وليس لي مهنة سوي الصيد بمركب صغير يساعدني اربعة ابناء للتغلب علي مشكلات الحياة اليومية واعمل علي مركبي لمدة 12 ساعة يومياً من الصباح الباكر حتي المساء واقوم ببيع ما يتم صيده للتجار. عزت مصطفي والذي يعمل بالصيد بنظام الطراحة لا يختلف عن ندرة الاسماك التي كانت تشتهر بها بحيرة البرلس عن غيرها لموقعها الفريد مثل القاروس والبلطي ذي الاحجام الكبيرة والبوري والطوبار وانواع الكابوريا والجمبري والمطلوب تشديد الرقابة علي الخارجين علي الاعراف ومن المعروف إن الصيد بالبحيرة يسمح به للمراكب الصغيرة والشراع ولكن المراكب الآلية المخالفة تعمل ليل نهار وتدمر الشباك والاسماك معا فلماذا لم يتم تفعيل قرار اللواء أحمد زكي عابدين محافظ الاقليم بمصادرة هذه المراكب. عزت الجزايرلي والحاصل علي ليسانس الحقوق عام 86 ورفض العمل به وتفرغ لمهنة الصيد التي ورثها عن الاباء والاجداد حتي لاتنفرض قال ان البحيرة فيها الكثير من النعم ولكن صمت المسئولين يضعنا في حيرة من امرنا اين شرطة المسطحات المائية وأين الثروة السمكية مما يحدث في البحيرة من انتهاك للقانون كونها محمية طبيعية . يختتم محمد القصاص صاحب ورشة لصناعة المراكب الصغيرة الحوار قائلا يعاني صغار الصيادين من ندرة العمل وعدم وفرة الموارد المالية لشراء المراكب فيضطر للعمل الشاق ليل نهار ليفي بسداد مديونياته حيث يتم التصنيع بالاجل لتوفير حياة كريمة لإبناء القرية.