أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستعيد النظر في علاقاتها مع فرنسا بعد مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية علي قانون معاقبة إنكار الإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية مطلع القرن العشرين .وأشار أردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الأوكراني ونقلته الفضائيات التركية إلي أن المرحلة الأولي من العقوبات تتضمن المواد التي تنص علي استدعاء السفير التركي لدي فرنسا إلي أنقرة للاستشارات السياسية وإلغاء المناورات العسكرية المشتركة وتجميد كافة أنواع الاستشارات السياسية وإلغاء كافة الزيارات المتعلقة بالاجتماعات والندوات والمؤتمرات بين البلدين وعدم الاشتراك بالاجتماع الاقتصادي التركي الفرنسي المشترك المزمع عقده في شهر يناير المقبل .وأضاف أن هذه المرحلة تتضمن أيضا ضرورة حصول الطائرات العسكرية الفرنسية علي رخصة بكل رحلة تحليق بالاجواء التركية بدلا من السنوية الممنوحة حاليا للطائرات العسكرية الفرنسية وعدم سماح بدخول السفن الفرنسية الحربية للموانيء التركية وعدم الاشتراك بأي مشروع مشترك مع فرنسا ضمن إطار الاتحاد الأوروبي. وأكد أن حكومته ستتابع سير إجراءات قانون معاقبة إنكار إبادة الأرمن وعلي ضوئها ستتخذ تدابير أخري مشيرا إلي أن تركيا تفتخر بتاريخها ويجب علي فرنسا أن تنظر لتاريخها.وفي سياق متصل أدان زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو في تصريحات له أمس المصادقة علي القانون من جانب فرنسا مشيرا إلي أنها بمثابة خيانة التاريخ الفرنسي . ومن ناحية أخري نظمت الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية تجمعا أمام السفارة الفرنسية في أنقرة وقنصليتها باسطنبول احتجاجا علي مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية علي قانون معاقبة إنكار إبادة الأرمن. في نفس السياق وجهت المنظمات المدنية نداءات إلي الشعب التركي بمقاطعة شراء البضائع الفرنسية احتجاجا علي سياسية ساركوزي .ويقول الأرمن إن ما يصل إلي مليون ونصف المليون من المواطنين الأرمن في الامبراطورية العثمانية قتلوا أو توفوا بسبب الإهمال خلال الحرب. واعترفت نحو 12 دولة بأن وفاتهم كانت نتيجة ابادة جماعية. وتقول انقرة إن بين 300 ألف و500 ألف أرمني توفوا بسبب الاضطرابات التي اندلعت خلال الحرب عقب الغزو الروسي لشرق تركيا .وهذه الازمة هي الاخيرة التي تهز العلاقات الفرنسية التركية التي توترت بالفعل بسبب معارضة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشديدة لانضمام تركيا إلي الاتحاد الأوروبي.