نريد تعريفاً محدداً للشهيد.. هل الشهيد هو من استشهد في سبيل إعلاء كلمة الله.. أو في سبيل الدفاع عن العرض والوطن والكرامة.. أو في سبيل رفع الظلم عن العباد.. أو في سبيل حرق وتدمير أقسام الشرطة باسم الثورة.. أو في سبيل ملاحقة المجرمين والبلطجية وقُطَّاع الطرق؟! لقد اختلطت الأمور علينا.. وأصبحت "الشهادة" تمنح لترضية البعض. وأصبحت "الشهادة" عند الدولة أيضاً درجات ومراتب!! فشهداء حروب الكرامة واستعادة الأرض يكفيهم معاشرمزي. وفي أفضل الأحوال ميدالية برونزية.. وفي أحيان أخري لا يسأل عنهم أحد!! وشهداء الدفاع عن الأمن وملاحقة البلطجية وقطاع الطرق يحصلون في الغالب علي ترقية استثنائية ببضعة جنيهات. وإن أكرم الله أسرهم فإنهم يحصلون علي جنازة عسكرية وبضعة أكاليل من الورود ووزير الداخلية في مقدمة الصفوف وحوله عدد كبير من كبار الضباط. ونعي صغير في إحدي الصحف!! أما شهداء التحرير وشارع محمد محمود.. وباقي شهداء يناير وما بعدها فإن معاشاً استثنائياً يصرف لأسرهم وصندوقاً خاصاً للتعويضات وعلاج المصابين. ودولة بأكملها تحاول استرضاء أسرهم والحصول علي استحسانهم. وهو ما لا يبدو أنه سيحدث أيضاً!! وحقيقة وبدون خوف أو تردد أو مزايدة علي الثورة والثوار. فإننا لا نعرف من هو الشهيد ومن هو غير الشهيد في أحداث الثورة. فالذين ذهبوا يناضلون بإيمان واقتناع بأن ما يقومون به هو عمل في سبيل الله أساسه رفع الظلم عن آخرين وتحقيق العدالة فإن هؤلاء من الشهداء الذين نقدرهم ونخلد ذكراهم وننحني تحية وإجلالاً لهم وللأسر الكريمة التي أنجبتهم. أما إذا كانوا من البلطجية والفتوات الذين اندفعوا لحرق أقسام الشرطة ومديريات الأمن. وماتوا أمام دفاع رجال الأمن عن أنفسهم. فإن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا من الشهداء ولا من الثوار. هؤلاء تحولوا إلي أبطال في زمن اختلطت فيه كل الأوراق والمفاهيم. وإن كان ذلك إلي حين!! ولن نتدخل في تحديد من هو الشهيد منهم ومن هو غير الشهيد. ولكن إذا كنا مع الثورة في شعارها للبحث عن العدالة وتطبيقها. فإننا نسعي للعدل والمساواة. وأن يعامل الشهيد البطل الرائد أحمد السيد متولي. والشهيد البطل المجند أحمد فتحي صادق من قوات الأمن بالدقهلية. نفس معاملة الشهداء الذين تقرر صرف معاش شهري استثنائي لهم. فالرائد متولي والمجند صادق استشهدا أثناء ملاحقتهما لعصابة لسرقة السيارات. وذلك أثناء الحملات الأمنية المكثفة الأخيرة التي تهدف إلي إعادة الأمن والاستقرار لربوع مصر!! صحيح أن وزارة الداخلية سوف تسارع إلي صرف معاش استثنائي لهما. ولكنه لن يكون بقدر معاش شهداء الثورة وهو معاش يصل إلي 1750 جنيهاً شهرياً! ونحن نأمل في عصر الثورة والعدالة أن يكون معاش الاستشهاد أثناء تأدية الواجب واحداً مساوياً لمعاش شهداء الثورة. يتساوي في ذلك الرائد والمجند. فقد ترك أسرتين لا تملكان الآن إلا الذكري. وتتوليان رعاية زوجتيهما وأطفالهما. ولا يمكن أن يكون معاش الداخلية وحده كافياً لذلك! إن البعض مازال يتعامل مع شهداء الشرطة علي أن ما قاموا به هو جزء من الواجب وتبعات المهنة. وكأنه مفترض أن يتم التضحية بهم كقرابين في سبيل إسعاد الآخرين دون أن نذرف عليهم الدموع أو نقدر حجم تضحياتهم وعطائهم. ونحن نأسف في هذا لأن مفاهيم حقوق الإنسان قد اختلطت أيضاً لدي البعض. بحيث صارت حقوق الإنسان مكفولة للمعتدي. ومحرمة علي المُعتَدَي عليه. وكأنه أصبح لزاماً أن يُقذف الشرطي بالحجارة وأن يتعرض للضرب والقتل. وأن يكتفي بأن يدير خده الأيسر لمزيد من الصفعات حتي ينال تصفيق المجتمع واستحسانه! لقد هاجمنا قبل الثورة سلوك وتصرفات رجال الأمن العدوانية أو الاستفزازية في التعامل مع المواطنين. وكنا من أوائل المطالبين بتحسين أحوال السجون. وفتحها أمام لجان حقوق الإنسان لتفقدها. وتفتيشها. والاطمئنان إلي أنها تتفق والمعايير الدولية لحقوق الإنسان! وبنفس القدر نقف اليوم مطالبين بالعدل والإنصاف لكل شهداء الشرطة ومصابيها. فهم قطاع من المجتمع لا يمكن إغفاله أو التجني عليه.. ويكفي أننا قد صفقنا لهم ترحيباً بعودتهم إلي العمل الميداني قبل عدة أيام بعد أن اتضح أنه بدونهم تسقط هيبة ومكانة الدولة تماماً. ** ملحوظة أخيرة: من إفيهات الفيسبوكيين حول موقعة "الحواوشي" أمام مجلس الوزراء: طريقة عمل الحواوشي.. لحمة مفرومة وبصل وتوابل « ملعقتين من السم الهاري. واخلطيهم جيداً!! إلي المواطن أحمد إبراهيم المقيم في دير النحاس.. لا تأكل الحواوشي. الحواوشي به سم قاتل.. اطلب كنتاكي يا برنس!!