كان تولي مصطفي النحاس باشا رئاسة الوزارة من خلال فرض حصار الدبابات علي قصر عابدين يوم 4 فبراير سنة 1942 إثارة بالغة الأهمية إذ نجم عنه تدهور في شعبية حزب الأغلبية.. استمرت حتي خريف سنة 1944 عندما صدر قرار الملك فاروق بإقالة الوزارة. ورغم ذلك فقد حققت هذه الوزارة برئاسة النحاس باشا الكثير من الانجازات كما ذكر الدكتور رفعت السعيد في كتابه "مصطفي النحاس" الذي صدر في بيروت عام 1975 علي الرغم من الأزمة الاقتصادية الطاحنة نتيجة اندلاع الحرب العالمية الثانية إلا ان وزارة النحاس باشا حققت انجازات ضخمة منها: - إصدار قانون استخدام اللغة العربية في المكاتبات والمحررات والسجلات الرسمية للشركات ودواوين الحكومة. - جعل التعليم الابتدائي مجانا.. وفي ظل وزارة النحاس باشا سنة 1950 صدر قانون آخر بمجانية التعليم عندما قال د.طه حسين وزير المعارف في ذلك الوقت ان التعليم كالماء والهواء. - وفي سنة 1942 عقب تولي النحاس باشا الوزارة رغم أنف الملك فاروق والقصر انه أصدر قانون إنشاء ديوان المحاسبة وجعله هيئة مستقلة تماما عن السلطة التنفيذية وظل هذا الديوان قائما إلي ان تحول إلي جهاز يسمي جهاز المحاسبات يتبع مجلس الشعب. كما أصدر قانونا آخر باستقلال القضاء استقلالا كاملا ويكفل للقضاة عدم العزل كان ذلك في وزارة النحاس باشا التي تم تشكيلها في إطار حادث 4 فبراير سنة 1942 وكان الشعب يريد فعلا ان يتحقق له ما جاء في هذه القوانين وفي ظل ثورة 25 يناير.. تم تشكيل أول وزارة برئاسة الفريق أحمد شفيق ولم تستطع ان تحقق شيئا نتيجة للاحتجاجات والاعتصامات والمطالب الفئوية ثم جاء د.عصام شرف الذي قال إنه جاء من ميدان التحرير ولكن ما حققه لم يزد علي زيادة المعاشات تنفيذا لحكم القضاء وإعداد قوانين الانتخابات البرلمانية والإشراف علي أولي مراحلها.. وعندما أصدرت الوزارة إعلانا دستوريا لم يقبلها الشارع المصري واضطر إلي الاستقالة. هكذا استطاع النحاس باشا ان يمتص غضب الشعب بإصدار هذه القوانين وغيرها والتي نادي بها الشعب.. في حين لم يحقق الدكتور عصام شرف ما تعهد به عندما جاءت به ثورة 25 يناير.