في افتتاحه لمؤتمر "نجيب محفوظ في السينما والتليفزيون" الذي اقامه المجلس الأعلي للثقافة وجه د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة كلمة للحاضرين قائلا: إن اجتماعنا اليوم هو أكبر رد علي كل تلك المحاولات والتقولات التي تسعي الي التقليل من قيمة الكاتب العبقري نجيب محفوظ. وأكبر رد علي الأقوال الخارجة عن الزمان والمكان والتي انتقدناها وسنستمر في نقدها. وقال د. شاكر عبدالحميد ان نجيب محفوظ كتب سيناريوهات للسينما وأخذت عن اعماله العديد من الأفلام سواء المحلية أو العربية أو العالمية. وكان محفوظ يتميز بالقدرة أو الملكة أو مانسميه التفكير البصري الذي يتجول في الواقع ويرصد تفاصيله وينقد أبرز مافيه ثم يحوله الي مادة ابداعية خصبة ممتعة ومفيدة لخيال المتلقي سواء كان في مجال الادب أو السينما أو التليفزيون. وركز سمير سيف علي تأملين عند نجيب محفوظ. الاول التأمل البصري حيث بدأ محفوظ الكتابة في السينما في نفس الوقت الذي بدأ فيه الكتابة الادبية. ولذلك اثرت حرفته السينمائية في كتاباته الادبية. كما أثرت موهبته الادبية في كتاباته السينمائية أما التأمل الثاني فهو تواضع ومهنية نجيب محفوظ. فقد كان يكتب السيناريو دون الحوار لانه من وجهة نظره لم يكن متمكنا في كتابة الحوار. كما يكتب الادب والسيناريو. لذلك لم يستخدم العامية في رواياته لكتابة الحوار. وقال المخرج هاشم النحاس انه عندما باع ناشر نجيب محفوظ حقوق طباعة كتب محفوظ في الوطن العربي خسر محفوظ حوالي مليون دولار. إلا انه رفض مقاضاة ناشره. وهذا يوضح احد مفاتيح شخصية نجيب محفوظ. فقد كان يحلم بمجتمع مصري تسوده العدالة والحرية والعلم والقيم السامية التي جاءت بها كل الاديان السماوية. وهذا يدل علي البعد الفكري الذي يدعم كل هذه المبادئ السامية. أضاف هاشم ان اهتمامنا بالاديب العالمي نجيب محفوظ لايرجع الي أن اعماله التي تحمل اسمه هي الأكثر من اعمال أي أديب اخر وان كان ذلك مؤشرا للتميز وانما يرجع الي ان هذه الاعمال خلقت اتجاها في السينما والدراما التليفزيونية ماحقق نقلة نوعية للأعمال الفنية في هذين الوسيطين. وقد كان يحب كل الشخصيات التي كتب عنها. حتي تلك التي أخطأت في حق نفسها أو في حق المجتمع.