يسألونك: من أنت؟! تجيب: فلان الفلاني! فإذا سألوك: ماذا تكون؟ قلت: أنا إنسان! وهذا صحيح.. لكن العلماء ينظرون إليك من زاوية أخري! إنهم لا يرون فيك أكثر من مستعمرة ميكروبية متنقلة! معني هذا.. أن الميكروبات تستعمر جسمك أو تستوطنه وتنتقل معك من مكان إلي مكان! ويقول العلماء إن هناك مئات الأنواع من البكتيريا تعيش في أنفك.. وإن جسمك يحتوي علي 100 تريليون ميكروب "التريليون يساوي ألف مليار". لكن لا تنزعج كثيراً. بعض أنواع الميكروبات تفرز مضادات حيوية قوية في الأنف تقتل الميكروبات التي تصيب جسمك بالأمراض.. ومعظم المضادات الحيوية تم اكتشافها لأول مرة في البكتيريا والفطريات. وبعضها يساعدك في عملية هضم الطعام وامتصاصه والاستفادة مما به من مواد غذائية وفيتامينات! وإذا كان تحليل الخريطة الوراثية أو الجينوم البشري يحدد الحالة الصحية للإنسان وما يمكن أن يصيبه من أمراض في المستقبل.. فقد ظهر مصطلح جديد يسمي الميكروبيوم أو الخريطة الميكروبية للإنسان! ويقول العلماء.. إن الخريطة الميكروبية أو تحليل الميكروبات الموجودة في الجسم يمكن أن تكشف عن الحالة الصحية وما يمكن أن يتعرض له الجسم من علل! واكتشف العلماء وجود مركبات دوائية في أجسامنا. قامت البكتيريا بتصنيعها.. وقد أمكن استخدام البكتيريا كعقاقير حية "!". كما أمكن نقل البكتيريا من إنسان لآخر. فيما يشبه عمليات نقل الأعضاء. من الأصحاء للمرضي. خصوصاً فيما يتعلق بأمراض المعدة والجهاز الهضمي! ويمكن للعلماء من خلال تحليل مياه المجاري لإحدي المدن. مثلاً. معرفة الحالة الصحية العامة لسكان هذه المدينة والأمراض الشائعة فيها. وكلنا نعلم.. أن بعض الشركات تلجأ لتزويد منتجاتها من الأدوية بمعززات حيوية من البكتيريا أو الميكروبات النافعة. مثل "الزبادي الحيوي" وبعض أنواع الأجبان لزيادة قيمتها الغذائية.. ويمكن لهذه الأنواع من البكتيريا أن تتكاثر داخلنا.. ثم تهرب أو تتسرب لتستقر في أجسام أشخاص آخرين! والميكروبات لا تعترف باستقلالية البشر ككائنات حية فهي ضرورة لا غني عنها لأدائهم الحيوي وترافقهم من المهد إلي اللحد.. وتستطيع الانتقال فيما بين البشر والماء والغذاء والتربة! وإذا كنت تعتقد أنك تعيش بمعزل عن الطبيعة أو مستقلاً عنها. فأنت واهم لأن جسدك ليس ملكاً لك وحدك.. فهو لك ولهم.. أي لهذه التريليونات من الميكروبات التي تشاركك العيش فيها..!! * كلام أعجبني: العالم لا يحتاج للنصائح. بل للقدوة.. فكل الحمقي لا يكفون عن الكلام!