يسأل محمد احمد عبد الحليم تاجر مصوغات ببولاق الدكرور: لا يزال التشاؤم يسيطر علي تفكير ومعتقدات عدد كبير من الناس فما الحل.. والعلاج أيضا؟! ** يجيب الدكتور احمد محمود كريمةأستاذ الشريعة الاسلاميه بجامعة الأزهر: من مقاصد الدين الحق تقوية الروح الإنسانية. والسمو بها عن مزالق الأوهام والخرافات. إلي ميدان الحقائق والسنن الإلهية الثابتة التي بني عليها. صرح هذا العالم بإبداعه وإحكامه. قال الله عز وجل "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم".. وفي الواقع وواقعة السؤال فلعادات موروثة تأثير علي نفوس ضعيفة يخرجها من نور الحقائق وميدانها الواسع الي ظلمة الأوهام ومنافذها الضيقة. وقديما تشاءم قوم موسي عليه السلام بموسي "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسي ومن معه" الآية من سورة الأعراف. وتشاءم قوم صالح عليه السلام بصالح. "قالوا اطيرنا بك وبمن معك" - من سورة النمل. وتشاءم أهل انطاكية برسلهم - عليهم السلام "قالوا إنا تطيرنا بكم" - الآية من سورة "يس". وكان الرد الإلهي "ألا إنما طائرهم عند الله". "طائركم معكم" وحسب المؤمن بالله عزوجل - "وكان أمر الله قدراً مقدورا" وحسبه "وكان ذلك في الكتاب مسطورا". فالواجب الشرعي تجنب التشاؤم والأخذ بالأسباب وحسن التوكل علي الله - سبحانه - "فإذا عزمت فتوكل علي الله" - من سورة آل عمران - ونبه ونوه علماء الإسلام ومنهم الإمام الألوسي علي سوء اعتقاد من يتشاءم فما قاله: والحق أن كل الأيام سواء ولا اختصاص ليوم بنحوسه ولا لآخر بسعد. وإنه ما من ساعة من الساعات إلا وهي سعد علي شخص وبلاء علي آخر باعتبار ما يقع فيها من خير علي هذا ومن الشر علي ذاك. ولا شأن للوقت أو المكان أو الأشياء في نحوسه ولا سعود. وإذا كان من شرف لأوقات باعتبار ذاتها وليس لخصوصها وبهذا يقتلع الإسلام بتشريعه المحكم الخرافات والأوهام والهواجس ويغرس الأمل يشد العزائم لما فيه سعادة الإنسان وتوازنه النفسي وعلي ضوء ماذكر فيجب طرد التشاؤم من الأذهان. وتطهر النفوس من الأوهام. والاقبال علي الحياة بعقلية أن الأمور تجري بمقادير الله تعالي. ومما حذر منه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم "من تكهن أورده عن سفره تطير فليس منا" ومما عالج به التشاؤم اللجوء إلي الله -عزوجل- "إذا رأي أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله"كذلك "اللهم لا طير إلا طيرك. ولا خير إلا خيرك. ولا إله غيرك"ومن هذا يظهر أن التشاؤم الموجب للاحجام والصد منهي عنه شرعاً والله الهادي إلي سواء السبيل. * يسأل ابراهيم محمود: إمام يصلي بالناس سجد دون أن يركع فما الحكم وهل يجوز للسجين أن يقصر الصلاة. ** إذا استطاع المصلون أن ينبهوا الإمام قبل السجود ليركع بدلا من السجود فلا شيء أما إذا لم يركع الإمام فالصلاة باطلة وعليهم الإعادة لأن الركوع ركن من أركان الصلاة ولا يجوز للمسجون أن يقصر الصلاة فالقصر للمسافر فقط أما السجين فأصبح السجن بيته.