انتهت المرحلة الأولي لانتخابات مجلس الشعب الجديد في ظل جو ديمقراطي وحرية غير مسبوقة. ولم تشبها شائبة الا اللمم.. أخطاء هنا وهناك وهي أخطاء متوقعة لا يخلو منها عمل بهذه الضخامة .. العثور علي بعض بطاقات التصويت خارج اللجان.. عدم وجود بعض الاسماء في كشوف الناخبين.. توقيع بعض الناخبين في الكشوف علي اسماء غير اسمائهم نتيجة للتشابه بينهما. مرت عملية التصويت بهدوء ونظام لفتت الانظار في الداخل والخارج وأشادت بها الدوائر الغربية نتيجة للاقبال الشديد والنظام والالتزام التام من جميع الناخبين والمرشحين. وكما قلت من قبل امتنع البلطجية عن أن يمارسوا نشاطهم المعروف. ربما لان الشعب خرج بكثافة عالية لممارسة حقه في التصويت. لم يعكر هذه الفرحة سوي ما حدث من القلة الذين احتجزوا عددا من القضاة في بعض اللجان بعد انتهاء عملية التصويت. واستطاعت الشرطة العسكرية أن تسيطر علي الموقف بحكمة بالغة.. بالتفاوض والاقناع وصوت العقل دون اللجوء إلي أية مظاهر للعنف حتي لا تتخذها الفضائيات "ملطمة" تلطم فيها الخدود. وتجدها فرصة للهجوم علي المجلس العسكري وعلي وزارة د. عصام شرف المستقيلة ووزارة د. كمال الجنزوري التي مازالت تحت التشكيل. والحقيقة أن السباقات المحمومة بين الفضائيات لاصطياد الأخطاء والمزايدة الممقوتة علي تضخيمها لا لهدف الا ليقال إن هذه الفضائية أو تلك شنت هجوما لاذعا بل اكثر من لاذع علي جهة أو اخري لسبب ما. حتي مقدمو البرامج الذين كانوا يحظون باحترام وتقدير المشاهدين قبل الثورة لأدائهم الجاد البعيد عن النفاق انزلقوا الي هاوية نفاق المشاهدين. ليقال إن هذا المذيع أو تلك المذيعة من أشد المعارضين للمجلس العسكري أو للحكومة بصرف النظر عن مدي جدية أو عدم جدية الموضوع المختلف عليه. عندما هاجم الباعة الجائلون المعتصمين بالتحرير وجرت اصابات خطيرة في الجانبين شنت الفضائيات هجوما عنيفا علي قوات الشرطة والشرطة العسكرية وقالت إنها تعمدت ترك البلطجية يهاجمون المعتصمين ولم تحاول التدخل لانقاذهم. وتصوري أنه لو تدخلت الشرطة العسكرية أو شرطة الداخلية ووقعت اصابات في الجانبين لاتهموا الشرطة باستخدام العنف المفرط.. فالشرطة مدانة لو تدخلت ومدانة في حالة عدم التدخل. لكن يبقي هناك شيئان يجب ان نركز عليهما وهما مهاجمة قوات الشرطة العسكرية للمعتصمين في التحرير بعد جمعة الفرصة الأخيرة وايقاع خسائر كبيرة بينهم. والثانية موضوع الضابط المتهم بضرب عيون المتظاهرين الذي سلم نفسه للشرطة. وضرورة الوصول إلي الحقيقة في هذه الموضوع من خلال تحقيق عادل وشفاف. قد ينظر البعض إلي كاتب هذا المقال أنه بعيد عن الثورة وأهدافها.. وأؤكد انني ما فرحت في حياتي فرحة أسميها "فرحة العمر" إلا لأن هذه الثورة الشبابية العظيمة اسقطت نظاماً من أعتي النظم الديكتاتورية في العالم. وخلصتنا من تحويل جمهورية مصر إلي ملكية. لكن تبقي هناك اكثر من علامة استفهام حول المزايدات التي اسميها "منفرة" من الفضائيات ومذيعيها رغم حبي وتقديري للكثيرين منهم وخاصة من كانت لهم مواقف مشهودة في العهد السابق.