شاء القدر ألا أكون في مصر خلال أول انتخابات حرة بالكامل تشهدها مصر منذ عدة عقود لظروف العمل حيث توجهت إلي السفارة المصرية وشاهدت بنفسي اقبال المصريين المقيمين في جوهانسبرج يدلون بأصواتهم. ولم يكن ذلك ممكنا لولا التيسيرات الممتازة التي أقامتها اللجنة العليا للانتخابات والتي جعلت الأمر سهلا. وزاد من إعجابي ما شاهدته من توافد أبناء الجالية المصرية علي اختلاف اعمارهم أمام مبني السفارة ولم يقتصر الأمر علي المقيمين في جوهانسبرج وحدها فقد شاهدت مصريين يتوافدون علي السفارة من مدن أخري بعضها يبعد عن العاصمة أكثر من ألف كيلو متر في تلك البلاد الشاسعة وهم لم يكتفوا بالتصويت فقط بل كانوا يتابعون تطورات العملية الانتخابية في وطنهم الأم مصر علي مواقع الإنترنت والقنوات التليفزيونية الفضائية وشاركهم أصدقاؤهم من أبناء جنوب أفريقيا ذلك الشعب الطيب الودود وكان منهم عدد من ذوي الأصول اللبنانية والفلسطينية الذين يكنون لمصر كل حب وتقدير. واتفقوا جميعا علي التعبير عن سعادتهم وفخرهم بالمشهد الذي ظهر عليه المصريون من مختلف الفئات والأعمار وأبدي صديق التقيت به هناك إعجابه البالغ من حرص كبار السن قبل الشباب والسيدات قبل الرجال علي المشاركة في الانتخابات التي يملك حق الاقتراع فيها نحو خمسين مليون مواطن مصري وكم تأثروا بمشهد كبار السن وهم يتحملون مشاق الوقوف في صفوف طويلة تمتد عدة كيلومترات ليشاركوا في صياغة مستقبل جمهورية جديدة في مصر. وقال المواطن المصري جورج بعد ان أدلي بصوته إن الإقبال الكبير علي عملية التصويت مصدر فخر لكل مصري في الداخل والخارج إذ ان هذه الانتخابات تعد أولي مراحل الديمقراطية التي تخطوها مصر بعد نجاح ثورة 25 يناير وقال إن الانتخابات تعد الوسيلة الوحيدة التي ستجلب الديمقراطية لمصر لأنه لا سلطة بعد سلطة الصندوق "الانتخابي". وأضاف "اللافت للنظر في هذه الانتخابات يتمثل في اختفاء ظاهرة البلطجة التي كانت تتسم بها جميع الانتخابات في مصر في العصر السابق مما يدل علي ان من كانوا يقومون بدفع الأموال للبلطجية قد اختفوا.