شهد ميدان التحرير الليلة الماضية اشتباكات دامية بين المعتصمين والباعة الجائلين داخل الميدان. أسفرت عن وقوع عدد من المصابين من بين صفوف المعتصمين. قال شهود عيان إن الاشتباكات بدأت عندما توجه بعض المعتصمين إلي مجموعة من البائعين وطلبوا منهم صورا ضوئية من بطاقاتهم الشخصية للتعرف علي هوياتهم بعد ملاحظة زيادة أعداد الباعة الجائلين بشكل ملحوظ داخل الميدان واستخدامهم أبواق وزمامير "الفوفوزيلا" التي ابتدعتها جماهير جنوب افريقيا خلال كأس العالم الأخيرة.. وكانت تحدث ضوضاء كبيرة. وذلك للتأكد من عدم اندساس أي عناصر خارجة علي القانون أو بلطجية بين المعتصمين. أضاف شهود العيان أن المعتصمين وجدوا استجابة فورية من عدد من الباعة الجائلين الذين قدموا بالفعل لهم صورا ضوئية من بطاقاتهم الشخصية. إلا أن هناك مجموعة أخري رفضت ذلك الأمر وحاولت الاحتكاك بالمعتصمين. مما أدي إلي وقوع الاشتباكات بين الطرفين داخل الميدان. أكدوا قيام الباعة الجائلين بالتعدي بعنف علي المعتصمين ورشقهم بالحجارة والزجاجات الفارغة مما أضفي علي الاشتباكات طابع الكر والفر بين الجانبين حيث امتدت إلي ميدان عبدالمنعم رياض بعد قيام بعض الباعة باعتلاء كوبري 6 أكتوبر ورشق المعتصمين بالحجارة من أعلي. في الوقت الذي قامت فيه سلاسل بشرية من المتظاهرين بتشكيل درع واقية لمبني المتحف المصري لمنع أي محاولة للتعدي عليه أو التسلل إليه لسرقته من قبل الباعة الجائلين. وقد تطورت الأحداث بميدان التحرير بين الباعة الجائلين ومعتصمي التحرير حتي امتدت إلي ميدان عبدالمنعم رياض الذي شهد حالات من الكر والفر بين المتظاهرين والباعة الجائلين. وسط قصف مكثف بالحجارة والمولوتوف والزجاجات الفارغة. ويسيطر الباعة علي الميدان تارة والمتظاهرون تارة أخري. الأمر الذي أسفر عن إصابة العشرات من المتظاهرين وتحطم زجاج عدد من السيارات في شارع محمود بسيوني. وإصابة عدد من المارة ولجأت جميع المحال التجارية إلي إغلاق أبوابها مبكراً. وانتقل عدد من أطباء المستشفيات الميدانية إلي مدخل عبدالمنعم رياض للتمكن من إسعاف المصابين والحالات الطارئة فيما تجمع العشرات من المتظاهرين وسط ميدان التحرير. ورددوا هتافات مناهضة للمجلس العسكري مثل: "يسقط يسقط حكم العسكر". و"حكم العسكر باطل". قال الدكتور أحمد الشاعر طبيب بإحدي العيادات الطبية المتواجدة بالميدان إن المشاحنات ناتجة عن مطالبة عدد من المتظاهرين للباعة المتواجدين الالتزام بأخلاقيات الميدان بعد أن تلاحظ انتشار المخالفات وبعض السلوكيات المرفوضة مما اثار حفيظة المعتصمين داخل الميدان. وفي نفس السياق تعهد عدد من المتظاهرين باللجان الشعبية الحفاظ علي أخلاقيات الميدات وتطهيره من أية عناصر قد تسئ إلي صورته أمام العالم.. مؤكدين انه سيتم السماح فقط خلال الفترة القادمة داخل الميدان لمن يلتزم بتلك الأسس والقواعد المنظمة. صرح الدكتور عادل عدوي مساعد وزير الصحة للشئون العلاجية بأنه تم تحويل المصابين إلي مستشفيات قصر العيني والمنيرة والهلال وحالتهم مستقرة وتقوم الفرق الطبية بالمستشفيات حاليا بعمل الإسعافات والفحوصات اللازمة لهم. أكد أن هناك أعدادا كافية من سيارات الإسعاف في ميدان التحرير والمناطق المجاورة مزودة بفرق المسعفين والمستلزمات لنقل وإسعاف المصابين كما أنه تم رفع درجة الاستعدادات بجميع المستشفيات القريبة من الميدان تحسبا لأي ظروف. وقد استقبل مستشفي المنيرة العام مصابين جراء الاشتباكات بين المعتصمين بميدان التحرير وباعة جائلين احدهما حالته حرجة والآخر مستقر. صرح بذلك الدكتور محمود سعيد مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفي المنيرة العام وأضاف أن من بين الحالتين المصابتين حالة لشخص يدعي تامر أحمد إسماعيل "35 عاما" من السيدة زينب مصاب بقطع قطعي بالفك السفلي بالناحية اليسري من الوجه ومعه قطع بالشريان الوجهي. وتم إجراء إسعافات لازمة له وتقرر تحويله إلي مستشفي قصر العيني لحاجته إلي جراحة في الأوعية الدموية وحالته حرجة. أضاف ان الحالة الأخري لمصاب بجرح في الرأس نتيجة لرشقه بحجارة في رأسه وتم عمل الإسعافات اللازمة له وحالته مستقرة وقرر الأطباء خروجه من المستشفي. وأكد مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفي المنيرة انه تم رفع درجة الاستعدادات القصوي بالمستشفي تحسبا لأي ظروف قد تطرأ خاصة أن المستشفي والأقرب إلي ميدان التحرير ويستقبل الكثير من الاصابات.. مشيراً إلي أن جميع الفرق الطبية وفرق الإسعاف والطوارئ متواجدة بالمستشفي وتعمل علي مدار 24 ساعة. وأنه تم توفير كافة المستلزمات وأدوية الطوارئ لإسعاف المصابين. أغلق أصحاب المحلات التجارية بميدان التحرير محلاتهم بسبب الاشتباكات. قام المعتصمون بتكسير وإزالة كل معدات الباعة الجائلين وبضائعهم. وحاولوا إخلاء الميدان من الباعة الجائلين. وحاول بعض المعتصمين تهدئة الأجواء مرددين هتافات "ايد واحدة.. ايد واحدة". من جانبه أكد أحمد دومة أحد شباب المعتصمين وعضو حركة شباب الثورة العربية ان سبب الخلاف جاء نتيجة استخدام الباعة الجائلين بواق "الفوفوزيلا" وعندما توجه أحد الشباب إليهم طالبا منهم عدم استخدامها لما تسببه من ازعاج للمعتصمين الكبار في السن. قابلوه بالسب والقذف مما أدي إلي شدة الاحتاكاكات بين الطرفين مما نتج عنه تدخل العشرات من شباب المعتصمين والباعة الجائلين.