ترسل وزارة الزراعة الأمريكية 500 تقرير عن المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية إلي المزارعين ومربي الدواجن والماشية بصفة دائمة حتي يعرف المنتجون ماذا ينتظر إنتاجهم وهل يستمرون في إنتاج المحاصيل نفسها أم يغيرونها علي ضوء حاجة السوق. وقد بدأت وزارة الزراعة الأمريكية في إرسال هذه التقارير عامم 1863أي بعد إنشاء هذه الوزارة مباشرة باعتبار أن الفلاح ومربي الماشية يجب أن يعرف المخزون والانتاج حتي يعمل علي أساس سليم. هنا في مصر لدينا محاصيل أساسية كبيرة وهامة يحتاج إليها الانتاج المحلي وهي مطلوبة للتصدير مثل القمح والأرز والقطن ولابد أن تقوم وزارة الزراعة بتوفير البيانات عن هذه الأصناف وغيرها وتوفرها للمنتجين. حقيقة أن إنتاجنا ليس ضخماً مثل أمريكا ولكن الاحصاءات ضرورية هنا للفلاح المصري كما هي ضرورية للفلاح الأمريكي. وإذا عملت وزارة الزراعة علي أساس الاحصاءات السليمة فإن إنتاجنا الزراعي والحيواني قد يتغير ولن نجد محصولاً يتلف في المخازن بسبب التقادم. وعندما يكون الانتاج علي هدي الاحصاءات فإن الزراعة في مصر ستتغير حتماً ولن يكون مصير إنتاج الفلاح وعمله في كساد وقد رأينا كيف أهمل الفلاحون المصريون زراعة القطن عندما تأخر تصديره في بعض السنين وقد أدي ذلك إلي تراجع القطن المصري في السوق العالمي. وعمل وزراء الزراعة لا ينبغي أن يقتصر علي بعض الارشادات الزراعية كما يحدث في كثير من الأحيان!