في ذكري الهجرة النبوية الشريفة يتداعي إلي الأذهان العديد من المعاني ويأخذنا الخيال إلي تلك الأيام الرائعة أيام رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث كان ينزل الوحي علي رسولنا الكريم موحياً إليه بأوامر الله وينفذ آخر رسل السماء ما جاء به الوحي لنشر دعوة الإسلام في قوم أعمتهم الجهالة وتلاعبت بهم الغواية وركب رؤوسهم الشيطان. قال تعالي: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغاز إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" فقد رأت قريش أن تقتل النبي وتستدرع منه ومن دعوته فلم تعد مكة تطيق كلماته الآسرة وهو يحدث الناس عن العدل والحرية والكرامة وما سوف يجدونه من سعادة ونعيم عندما يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وضاقوا درعاً بالذين التفوا حوله وآمنوا بالدعوة. قرر الرسول الكريم بوحي من ربه أن يهجر مكة إلي يثرب ومعه صحبه الصديق أبوبكر وترك ابن عمه علي ابن أبي طالب لينام في فراشه ويؤدي الأمانات التي كانت لدي الرسول لأصحابها وخرج وقد حال الله سبحانه بين من يقفون أمام داره قتله وخرج الرسول وسطهم مردداً قول المولي عز وجل "وجعلنا بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون" وخرج وهو يحثو عليهم التراب فغشيهم النعاس واتجه الرسول إلي دار الصديق ثم اتجها إلي غار ثور وأقاما به ثلاثة أيام ولم تستطع مكة أن تعثر عليهما بعد أن حدثت معجزة الله حيث نسجالعنكبوت خيوطه علي باب الغار ورقدت حمامة وشعر الصديق بالخوف فقال له الرسول الكريم يا أبكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وفشل كفار مكة في العثور علي المهاجر العظيم ووصل إلي يثرب وخرج عليه أهلها مرددين "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع".. فكان المناخ في يثرب مهيئاً تماماً لاستقبال الرسول صلي الله عليه وسلم. عادل يونس الإسكندرية