العاملون بالطيران المدني كل يوم في حال .. مطالبهم لا تنتهي؟ بل عرض مستمر .. تعيين الأبناء .. زيادة الأجور والحوافز استبعاد مسئولين والأكثر من ذلك التجرؤ في القول والفعل علي المسئولين دون حياء .. الوزير لا يستطيع أن يجادل أو يرفض أو يواجه أو حتي يقوم بجولات ميدانية لمتابعة العمل والأداء تفادياً للمشاكل التي قد تقع بينه وبين العاملين .. كل هذا بسبب التجرؤ علي الكبار وعدم محاسبة المتجاوزين. نكرر ونكرر دوماً أن الطيران خط أحمر لا يجب المساس به لأنه يحمل سمعة دولة لها مكانتها الدولية .. ومن يتجرأ علي المساس بسمعة الدولة فلابد أن يخضع للمساءلة لكن كيف تتم المساءلة؟ والوضع في الشارع المصري لا يسر عدو ولا حبيب. الاثنين الماضي قام فنيو الصيانة بشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية بالاضراب عن العمل وافترشوا أرض المهبط بمطار القاهرة ومنعوا طائرات مصر للطيران من الاقلاع من أجل زيادة رواتبهم لتصل إلي 80 في المائة من رواتب المهندسين وحرضوا الموظفين غير المباشرين علي الاضراب في صورة يندي لها الجبين .. ومرت ساعات محرجة علي مصر للطيران .. لولا يقظة المهندسين الذين قاموا بعمل الفنيين من أجل اقلاع الرحلات وحفاظاً علي سمعة الشركة أمام العالم ومرت الساعات الحرجة بسلام بعد أن تسبب الاضراب في تأخير اقلاع الرحلات ما بين ساعة وساعتين. ما يثير الدهشة أن كل اضراب أو وقفة احتجاجية أو تظاهرات يكون وراءها مطالب مالية رغم أن الجميع يدرك حجم الخسائر التي تكبدها هذا القطاع ومصر للطيران لها النصيب الأكبر من الخسائر والسؤال الآن لماذا لا يعلو صوت العقل؟ ويعرف المتظاهرون في الطيران المدني أن سمعة مصر هي الأبقي ويجب الحفاظ عليها ولا مناص من تخطي الأزمة والوقوف صفاً واحداً إذا أردنا فعلاً أن نحمي الطيران المدني من الانهيار بعد أن وصل إلي العالمية والعودة إلي نقطة الصفر وجميع العاملين هم وحدهم الذين يخسرون من الانهيار. قدامي العاملين يعرفون عن كثب أن الطيران المدني عاني كثيراً لسنوات طويلة من عدم التقدم لخطوة واحدة إلي الأمام وحالياً هو في مقدمة الصفوف عالمياً بعد نقطة الانطلاق التي بدأت في عام 2002 واستمرت حتي بداية 2011 رغم المنافسات والتحديات الدولية. وأصبح لدينا مطارات وشركة طيران في مصاف المطارات وشركات الطيران العالمية لكن مع الأحداث التي وقعت بعد نجاح ثورة 25يناير والتي تسببت في انخفاض التشغيل بدأ مسلسل الخسائر الذي مازال مستمراً ويساهم فيه بشكل كبير اعتصامات واضرابات العاملين وكأنهم يريدون انهيار هذا القطاع بأياديهم التي كانت قوة الدفع لوصوله إلي العالمية فلولاهم جميعاً ما نهض هذا القطاع الذي تغلب علي أحزانه وغيرها إلي أفراح والآن بعض العاملين من هواة الاثارة يرغبون في العودة إلي الأحزان مرة اخري. وانصافاً للحق لابد من الاشادة بالمهندس حسين مسعود رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران لرفضه الاستجابة إلي طلب الفنيين في زيادة أجورهم مشدداً علي أن أي زيادة لابد أن يستفيد منها 32ألف عامل في مصر للطيران وليس فئة معينة ورغم ذلك وعد بالاستجابة في حالة واحدة فقط هو زيادة الإيرادات التي تتخطي المستهدف من كل عام بحيث يحصل العاملون علي نسبة من الأرباح التي زادت علي النسبة المستهدفة. علي العموم هدأت النفوس واطمأن الجميع أن هناك رجالاً يرفضون تعطيل مسيرة العمل ومنهم المهندسون فلهم كل التحية والتقدير علي دورهم في محنة اضراب الفنيين .. واليوم لا مناص من توحيد الصفوف وتكاتف الأيادي والوقوف علي قلب رجل واحد إذا أردنا فعلاً تجاوز المحن.