الشرعية الثورية انطلقت من ميدان التحرير منذ 25 يناير. ولا شرعية إلا شرعية الميدان. لكنها الشرعية التي ترعي مصالح الوطن العليا. الشرعية التي تعي أن هناك قوة أجنبية هدفها اسقاط الدولة. ثم الانقضاض عليها لتمزيقها إلي دويلات. المؤكد أن الثوار الشرفاء يعون ذلك جيداً. لذلك فهم أحرص علي سلمية مليونياتهم ومظاهراتهم. فليس الهدف من تلك المليونيات تخريب منشآت الدولة. ولا الهجوم علي أجهزتها السيادية. بل هي تهدف إلي التأكيد علي المباديء التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير. وفي مقدمتها إقامة دولة مدنية ديمقراطية. لا اعتقد أن الثوار الحقيقين هدفهم الهجوم علي قواتنا المسلحة ولا علي المجلس العسكري. فهم يعون أن الحفاظ علي سيادة الدولة واستقلالها لن يكون من إلا بوجود جيش قوي. ومدرب علي أحدث أنواع الاسلحة. إذا ما هذا الصنف الذي نراه في ميدان التحرير. وفي ميادين المحافظات؟.. علينا أن نبحث عن صاحب المصلحة في اشعال فتيل الفتنة بين أبناء الامة. علينا أن نبحث عن هذا الذي يدفع بأطفال الشوارع إلي أتون معارك مفتعلة مع أجهزة الامن. علينا أن نبحث عن تنظيمات لا هدف لها إلا نشر الخراب والدمار في ربوع الوطن. علينا أن نبحث عن البلطجية وراء تلك الهجوم علي قسم شرطة. لأنهم يريدون الوطن بدون أمن. ليخلو لهم الجو. يمارسون السرقات والنهب بل وربما اغتصاب نساء الوطن. دون حسيب أو رقيب. ان فقدان الامن شيء فظيع. ولا أتصور دولة بدون أمن. وقد آن الأوان لفتح حوار مجتمعي يضم ثوار التحرير وقادة عسكريين وقادة من الداخلية ورجال السياسية وممثلين عن الاحزاب وعن المجتمع المدني لبحث آلية تحافظ علي منظومة الأمن في بلادنا. وليكن المجال مفتوحاً للتكلم في هذا الحوار بصراحة. وليقل كل من يشارك فيه رأيه بوضوح. سفينة الوطن تكاد تغرق.. ولابد أن تتضافر جهود الجميع لانقاذها.. وإلا فالهوان لنا جميعاً.