كتبنا الأسبوع الماضي عن انتحار رجل الأعمال عدلي أيوب صاحب شركة ميدويست للطيران الذي تخلص من حياته بإطلاق النار علي نفسه هرباً من الضغوط اللا محدودة التي تعرض لها. الضغوط التي أدت إلي انتحار رجل الأعمال عدلي أيوب ليلة عيد ميلاده الرابع والثلاثين لم تمارسها السلطة علي شركته "ميدويست" فقط.. بل تمارسها ضد شركات الطيران المصرية الخاصة باستثناء شركة "نسمة" التي يصفها أصحاب الشركات والعاملون بالطيران المدني ب "المحظوظة".. لكن للأسف لم يكلف أي مسئول خاطره للاستفسار عن أسباب انتحار هذا الشاب قبل تكرار الحادث.. رغم توقعي والكثيرين أن تبادر وزارة الطيران المدني بإجراء تحقيق داخلي شأن الدول المحترمة للتوصل إلي المسئول أو المسئولين عن وصول رجل الأعمال إلي حالة اليأس وإقدامه علي الانتحار. الحقيقة أن ملف سلطة الطيران المدني المصرية ساخن وشائك جداً ويستحق المراجعة والفحص والتدقيق خاصة أن قوانينها سيف علي رقاب الشركات المصرية الخاصة.. وبلسم علي رقاب شركات الطيران الخليجية الخاصة ومنخفضة التكاليف.. والأرقام لا تكذب ولا تتجمل.. وإذا تجرأ صاحب شركة مصرية واشتكي السلطة والقائمين عليها يكون جزاؤه تكبيد شركته خسائر بلا حدود.. وكل يتم تحت شعار قوانين السلامة والأمان.. لإجباره علي الرضوخ وإعلان توبته وإبداء ندمه علي شكوته.. وإلا فالافلاس مصيره المحتوم. عموماً نعود ونكرر.. مطلوب سرعة تدخل الطيار لطفي مصطفي كمال وزير الطيران المدني والاجتماع مع أصحاب شركات الطيران المصرية الخاصة لبحث شكواهم قبل إنهيار وضياع استثمارات تقدر بمليارات الجنيهات.. ولكن قبل ذلك أتمني أن يفحص الوزير بعين حيادية ملف التصاريح الممنوحة برحلات للمطارات المصرية للشركات الخليجية الخاصة والمنخفضة التكاليف ومقارنتها بالتصاريح الممنوحة للشركات المصرية وأيضا الطلبات المرفوضة للشركات المصرية.. وكما قلنا الأرقام لا تكذب ولا تتجمل وعمار يا مصر! سؤال بريء: هل نام وارتاح السيد رئيس سلطة الطيران المدني خلال رحلته الترفيهية إلي دبي من السبت إلي الخميس تحت مسمي المشاركة في معرض "دبي إيرشو" رغم انتحار صاحب شركة ميدويست للطيران بعد احتجاز الطائرة المملوكة لشركته بسبب ديونها التي لم تتجاوز 200 ألف دولار فقط ورفض جدولتها.. وأيضا رغم أن الطائرة مسجلة في سجل الطيران المدني المصري.. والمعروف أنه من السهل جداً إعادتها إلي مصر من أي مكان في العالم؟! سؤال غير بريء: سألني صديقي الخبيث إياه عن السبب الحقيقي لاختيار رئيس شركة الشحن الجوي ضمن الوفد المرافق للوزير إلي دبي دوناً عن باقي رؤساء الشركات؟!