بثت وسائل الاعلام المختلفة تصريحاً لمسئول في اللجنة العليا للانتخابات مفاده أنه قد تم رصد أموال مشبوهة يستخدمها أحد التيارات السياسية في الدعاية الانتخابية ولم يوضح لنا أحد حتي الآن من الذي رصد هذه الأموال ولا حجمها ولا لماذا هي مشبوهة . هل هي من الخارج أم مصدر غير مشروع كتجارة المخدرات أو الدعارة أو السلاح أو غير ذلك ولم يوضح لنا أحد حتي الآن من هو هذا التيار السياسي الذي يستخدم هذه الأموال في الدعاية الانتخابية!!! وأمام هذا القدر من التعتيم الاعلامي نتساءل : لماذا لم يفصح هذا المصدر عن ملابسات هذا الموضوع حتي نكون كناخبين علي بينة من الأمر وحتي نحدد موقفنا الانتخابي من التيارات السياسية التي باتت جميعها متهمة باستخدام أموال مشبوهة للتأثير علي الناخبين؟ هل لأن المسألة لا تزال قيد التحقيق أم أن المطلوب هو التشكيك في كل التيارات السياسية. أم لأن المصدر الذي أعلن هذا التصريح يري أن هذا الشعب لا يزال قاصراً ومن ثم ليس من حقه أن يعرف مثل هذه التفصيلات التي تدخل في صميم العملية الانتخابية؟ إن مثل هذا الاسلوب في تناول الأخبار لا يمت للعمل الاعلامي بصلة. كما أنه لا يمت إلي الممارسة الديمقراطية الحقيقية بصلة ويجب الامتناع عن استخدامه لأنه يزيد عملية التشويش بل التضليل بالإضافة إلي ما يحمله من معاني الاحتقار والازدراء بعقلية هذا الشعب الذي يصر البعض علي التعامل معه علي أنه قاصر أو فاقد للأهلية. وبالمناسبة ماذا عن موضوع الأموال المشبوهة الأخري التي قيل إن جمعيات أهلية وجهات حقوقية ومدنية قد تلقتها من الخارج والتي قدرت بالملايين للتأثير علي مجريات الأمور في مصر. لماذا لم تعلن نتائج التحقيق الذي قيل أن جهات قضائية تجريه منذ أسابيع؟ هل هي أسرار عسكرية أم مسألة تخص "علية القوم" وليس الأسافل من أبناء هذا الشعب؟ ياسادة. هذا الشعب أكثر وعياً مما تتصورون بل أكثر وعياً من هؤلاء البعض الذين يتصورون أنهم وحدهم الأعلم والأكثر وطنية و.. و.. الخ أما آن لنا أن نحترم أنفسنا ونتعامل بعضنا مع بعض علي أساس أننا راشدون وأن ما يتعلق بالوطن حق أصيل للجميع ؟! ماذا تنتظرون؟ ثورة أخري بمواصفات أخري ربما تكون نتائجها كارثية علي الجميع؟ ألا تتقون الله فينا وفي أنفسكم قبل أن تقع الواقعة؟