بمناسبة عيد الأضحي واقبال الشباب علي الزواج في تلك الأيام المباركة تحولت منطقة "مقابر عامود السواري" إلي سوق عشوائي كبير للملابس والأقمشة والأحذية ولوازم تجهيز المنازل. احتل عدد لا حصر له من الباعة الجائلين الشارع من بدايته وحتي داخل المقابر دون مراعاة لحرمة الموتي وأغلبهم قام بتعليق بضائعه علي سور المقابر للفت أنظار الزبائن وبدت الشوارع كلها عبارة عن سوق كبير عشوائي يكتظ بكافة البضائع الرخيصة والشعبية حتي الشوارع الجانبية لم تسلم منهم وخلف أغلبهم تلال من القمامة ومخلفات الباعة وزائري المقابر في شكل لا يليق بتلك المنطقة الأثرية لما تمثله من قيمة تاريخية حيث كان يقصدها السائحون لأنها من معالم الاسكندرية ويوجد بها عامود السواري وهو من أبرز الآثار الرومانية القديمة وبالرغم من القيمة التاريخية للمنطقة إلا انها مهملة ومهمشة من جهة المسئولين فهي نهارا منطقة عشوائية بكل ما تحمله الكلمة من معاني وليلا تتحول الي موقف كبير لسيارات الميكروباص بسبب الغياب الأمني الذي تشهده المحافظة. والظاهرة اللافتة للنظر هذا العام تزاحم الباعة الصينيين من فتيات وشبان لعرض بضائعهم منافسين الباعة الآخرين وأبرز ما يقومون ببيعه للزبائن التليفونات المحمولة والتي تتراوح أسعارها من 100 إلي 300 جنيها حسب نوع الموبايل وامكانياته ايضا يقومون بعرض بعض الملابس والأرواب للشباب من الجنسين والغريب ان زبائنهم يشترون البضائع علي انها مصنعة في الصين ولكن كل الملابس التي يقومو ببيعها انتاج مصري يقومون بشرائه من المصانع ويفضل الزبائن الشراء منهم لأن لهم طابع متميز في البيع وطريقتهم تختلف تماما عن الباعة الآخرين لأنهم يحترمون الزبائن ويقابلونهم بابتسامة وترحاب لم يعهده المواطن السكندري من البائعين حتي الذين يعملون في المحلات. أكدت فاطمة السيد انها مقبلة علي الزواج رابع يوم العيد وانها تتردد علي سوق المقابر لشراء مستلزماتها نظرا لرخص بضائعه وتنوعها ولا تختلف كثيرا عن المحلات سوي في سعرها حيث يتراوح متر الستائر ما بين 10 إلي 30 جنيها بينما نظيره في المحلات فيتخطي مبلغ 50 إلي 100 جنيه للمتر وهو سعر مبالغ فيه. أضافت ناهد سالم ان السوق يقصده الجميع ممن يريد شراء الملابس الجديدة أو المستعملة لرخص البضائع فيه وتهاون البائعين في الأسعار ولكن توجد بعض التجاوزات منهم من سرقة التيار الكهربائي والبلطجة وتجمعات القمامة حولهم في كل مكان إلي جانب الضوضاء الناتجة من نوائعه والترويج لبضائعهم ولكن في النهاية السوق يخدم فئة محدودي الدخل والفقراء. أضاف احمد ابراهيم ان السوق لا تراعي فيه حرمة الموتي حيث ان بعض البائعين بدأوا في الانتشار داخل المقابر بصورة مبالغ فيها ويبيعون الحلل ومشابك الغسيل والأواني البلاستيك وللأسف السيدات يقمن بالشراء منهم ولذلك يتمادوا في الانتشار لأنهم يجدون فيه بابا للرزق. أشار حسن عصام بالرغم من ان السوق يوفر البضائع الرخيصة إلا انه يشوها مظهر المنطقة ولا يراعي حرمة الموتي حيث تراكم القمامة وازدحام الباعة والبضاعة مما يجعل المنطقة مشوه ومظهرها غير حضاري بالمرة وزاد الطين بلة ان حتي الخضر والفاكهة والبلح تباع علي عربات اليد لزائري المقابر كي يوزعونها رحمة ونور علي أرواح موتاهم. موضحا ان بعض باعة المحلات يقومون بتأجير المساحات أمام محلاتهم للباعة السريحة نظير أجر مادي يتم دفعه لهم ليسمحون للسريحة برش بضائعهم أمام محلاتهم بشرط أن تكون البضاعة مخالفة للبضائع التي تباع بالمحل حتي لا يسرقون زبائنهم. أكدت مها سلطان بأنه لابد من تكثيف الرقابة علي مناطق الأسواق خاصة بمنطقة المقابر لأن الموتي لهم حرمة ولابد للأحياء أن يكون لهم دور رقابي ويتم تحرير مخالفات وفرض غرامات مالية علي هؤلاء الباعة ليتم القضاء علي تلك الظاهرة. أوضح كمال احمد وسعيد زيدان وأحمد محمد بائعين ان أغلبهم من الطبقة غير المثقفة ولذلك فتفكيرهم محدود وهم يريدون عملا شريفا يدر عليهم ربحا بالإضافة لأنهم يعتبرون طوق النجاة للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل التي لا تستطيع توفير متطلبات أسرتها ولذلك يلجأ إليهم الزبائن لرخص البضائع وتنوعها. أكد منتصر أحمد ان الباعة تمادوا في تصرفاتهم حتي انهم احتلوا الأرصفة مما يضطر المارة إلي السير في نهر الطريق وبالتالي يعرضهم لخطر الحوادث وبعضهم شيد أكشاكا خشبية دون وجه حق في بعض الشوارع ويعتبره حقا مكتسبا له وطالب بوضع خطة منظمة تستهدف إعادة الرونق الحضاري للمحافظة وفي نفس الوقت توفير أماكن بديلة لهم.