اليوم ثاني أيام عيد الأضحي المبارك بدون "مبارك". أعاده الله علي جميع الأمة الإسلامية بالخير والسرور بدون "صفوت وسرور". أعلم عزيزي القارئ أنك اليوم مشغول باللحمة. لذلك لن "أفت" كثيرا في الكلام. فطبيعة المقال اليوم خاصة. لقطات خفيفة تقرأها بين الوجبات الدسمة مع الشوربة والسلطات. *** الحمد لله.. بعد ثورة يناير اختفت من شوارعنا مواكب الكبار.. التي كانت تغلق الطرق لساعات طويلة لأن الوزير الفلاني ذاهب إلي عمله. والمسئول الفلاني عائد إلي منزله. وكان المحور خير شاهد علي رحلات "نظيف" المكوكية من 6 أكتوبر إلي وسط البلد ذهابا وإيابا. أما منطقة المهندسين خاصة شارعي جامعة الدول العربية ووادي النيل. فقد كانت المعاناة أكبر حيث كان يسكن "العادلي". كنا نقف ونغلق محركات السيارة ونسلم أمرنا لله في انتظار أن "يغور" الموكب وينفتح الطريق. وكنا نعلم أنه حتما سيفتح الطريق بعد مرور الموكب. كان ذلك قبل الثورة.. أما بعد. فنقف ونغلق المحركات ونسلم أمرنا لله ولكننا لا نعلم متي سيفتح الطريق. وقد نصحنا أحد الحكماء فقال أفضل طريقة للتغلب علي الزحام.. أن تفقد الأمل في الوصول! *** ويبدو أن الكثيرين بدأوا العمل بالنصيحة السابقة. فتجد وسط زحام السيارات مواقف عجيبة. حيث دبت الألفة بين أصحاب المركبات للتوقفة لساعات طويلة. فتجد أحدهم يخرج سيجارة ويعزم بها علي قائد السيارة التي بجواره. وتجد من يتبادل زجاجات المياه أو ساندويتشات. ويقيناً سيخرج من هذا الزحام قصص حب رومانسية قد تنتهي في نهاية الطريق المزدحم عند المأذون! *** عجبت لحال هذا البلد بعد ثورة يناير. تشعر وكأن الكل يسير عكس الاتجاه "عندا". فالمسئول المتشبث بمنصبه في أي شركة أو مؤسسة يخرج ضده العمال والموظفون ويطالبونه بالاستقالة مثلما حدث مع المهندس محمد عبدالرحيم الرئيس التنفيذي لشركة المصرية للاتصالات. كما حدث أيضا في عدد من المؤسسات الصحفية. بينما نجد موظفي شركة المترو يتظاهرون لإعادة المهندس محمد الشيمي الذي استقال من رئاسة شركة تشغيل المترو بمحض إرادته. وكأنه عز عليهم أن يستقيل بمزاجه دون أن يخرجوهم في مظاهرات تطالب بإقالته! *** قلبي عند سوزان مبارك. التي تصرف الآن من معاش زوجها البالغ 93 ألف جنيه. كما ورد علي لسان محامي العائلة فريد الديب. تعاطفي مع سيدة مصر الأولي سابقا. ليس لأن المبلغ قليل أو كثير. ولكن لأني أدرك حجم حيرتها وهي أول مرة تمسك في إيديها فلوس!