منذ أن وطأت قدماي أرض مدينة "مالجا" الأسبانية وعرفت لماذا خسرنا تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2017 وانتزعتها منا أسبانيا عن جدارة واستحقاق فلم يخبرنا مسؤلو الرياضة المصرية الذين ذابت أقدامهم من السفريات والبدلات والذي منه بما يرونه ولم ينقلوا ذات يوم عن من يقابلوهم من الأوروبيين صراحتهم وصدقهم الذي أدي لنجاحهم في النهاية وهزيمتنا شر هزيمة أمامهم لإيماننا المطلق بالفهلوة والتذاكي واللعب بالثلاث ورقات. فهنا ياسادة من الممكن النجاح بأقل إمكانيات للفرد الأقل من العادي لأنه لا يوجد عسكري مروري ينظم المرور بل يوجد العسكري داخل كل مواطن ينبهه ويحثه بشكل دائم علي عمل "الصح" ولا شيء غيره. فلا خداع ولا نفاق ولا تملق ولا ديكتاتورية أو تخلف أو جهل. فالأتوبيس العام الذي يفوق السياحي لدينا تقوده امرأة عن سائقينا الذين يقودون علي أنغام "أنا مش عارفني" ثم تذهب للشوارع التي تجد بها 8 حارات الأولي للمشاه والثانية لقائدي الدراجات والثالثة خاصة بانتظار السيارات والرابعة خاصة بمكان الأتوبيسات في المحطات والسادسة لحرم الطريق ذهاباً والسابعة لحرم الطريق إياباً لا يفصل بينهم رصيف والثامنة لانتظار السيارات علي الجانب المقابل والتاسعة للدراجات والعاشرة للمارة وكل ذلك في مساحة لا تتعدي 40 متراً عرض الطريق وأنا في عرضكم تقولولي كام شارع في بلدنا المحروسة أعرض من ذلك وتلاقي الناس راكبة علي بعضها وأتوبيسات عابرة للأرصفة المعاكسة وأخري قافزة من الكباري وثالثة تزاحم سكان البيوت وأحياناً تهجم عليهم لتشاركهم سماع باقي الأغنية "أنا تهت مني"!! بالطبع ذلك ينعكس علي حياتنا الرياضية التي هي جزء من حياتنا العادية فالجميع هنا يمارس الرياضة ولا تستطيع ان تفرق بين الشاب ومن يبلغ الستين عاماً في أي شيء.. فالملاعب المفتوحة في كل مكان بدون رسوم أو يحزنون والهواء النقي يملأ صدرك ويجعلك ترفض ركوب سيارتك من الجمال البشري والطبيعي فالكل ضحوك والكل يقابلك بفمه كلمه "أوولا" بمعني أهلاً.. وعليك انت الباقي. عندما غادرت مطار القاهرة ومعي الكابتن صلاح العزازي بطل العالم في الكيك بوكس كانت في وداعنا إحدي موظفات الجوازات تدعي "سارة" أخذت تفحص وتمحص جوازات السفر خاصتنا وقفزت من علي "الكاونتر" وذهبت لرئيستها وعادت إلينا تقول "انتظروا علي جنب شوية" وبعد "شوية" توجهت إليها مستفسراً ماذا ننتظر أجابت هل ستسافرون للعمل فأجبتها بالنفي هذا بطل العالم مسافر للمشاركة في بطولة العالم وأنا في مهمة صحفية.. فأجابت بأن ننتظر وكاد العزازي ينفعل ولكن مرت الدقائق وكأنها ساعات ثم أتي العامل بالجوازات وسافرنا وكان "أنجل" وإزابيلا وسوريدا أول من استقبلونا بالفندق الأسباني أنسونا قسوة وعناء 16 ساعة من القاهرة ومروراً بفرنسا ثم أسبانيا ومسحوا بابتسامتهم الساحرة غبار السفر وكأنهم يعرفون "سارة" وقالوا "أوولا" وهنأوا عزازي مقدماً علي البطولة.. وعشان كدة خسرنا تنظيم دورة ألعاب البحر المتوسط.. ويا أهلاً أو "أوولا" بالمعارك.