أسوأ اسبوع علي الاطلاق. في التاريخ الحديث للدوري المصري لكرة القدم.. فقد شاهدنا بالأمس مباراتين سريتين.. الأولي بين الإسماعيلي وإنبي وشهدت ثلاثة أهداف رائعة الجمال وفاز فيها الدراويش 2/1 والمباراة الثانية جمعت بين الأهلي والداخلية في ستاد القاهرة وشهدت 4 أهداف.. المهم ان المباراتين كانتا سريتين. لغياب جماهير الأهلي والاسماعيلي تنفيذاً لعقوبة اللعب دون جمهور.. والزمالك سينفذ العقوبة ذاتها في الجولة القادمة عندما يلعب امام الشرطة بدون جمهور أيضاً.. مباريات بلا طعم وقيمة لها سوي ان فريقاً فاز وحاز الثلاث نقاط وفريقاً آخر خسر.. ولكن لا متعة ولا اثارة ولا دخل يعين الأندية علي مصروفاتها في هذه اللعبة المكلفة جداً.. من الكسبان من تكرار هذه الصورة الحزينة لمباريات الدوري المصري التي تنطلق فضائياً الي كل الدول العربية وللمغتربين في أوروبا والأمريكتين واستراليا.. هل نضبت مصر صاحبة ال86 ميون نسمة من جماهير كرة القدم.. أم أن الجماهير زهقت من اللعبة واحترفت السياسة استعداداً للانتخابات البرلمانية.. شيء غريب فعلاً علي الكرة المصرية صاحبة الألقاب الأفريقية الثلاثة الأخيرة. وعلي جماهيرها العاشقة لكرة القدم.. ولكن هذه الجماهير تجني ما فعلته بفرقها. أصعب ما في كرة القدم ان تلعبها في السر فلا تشعر بمن يقدر موهبتك ولا يساندك وقت الشدة ولا يحفز طموحاتك في مشوار الدوري الطويل.. فالجمهور في المدرجات هو أفضل مدير فني وناقد للاعبيه. لأن رؤيته الصائبة تصل الي اللاعب مباشرة في المستطيل الأخضر. فيعرف إذا كان محل رضا أو أنه في دائرة الغضب.. مثلما حدث بالأمس عندما غضبت جماهير المصري علي لاعبيها الذين فشلوا في الفوز علي الشرطة. واكتفوا بنقطة التعادل. فكان الرد الفوري هتافات غاضبة. وبلغت حداً غير مطلوب. وهو قذفهم بالزجاجات والحجارة. وهذا أيضاً ما نرفضه من جماهير الكرة. التي يجب ان تعرف حدودها وواجباتها قبل ان تتجاوز في حقوقها. لأن كرة القدم رياضة وليست خناقة.. ونذكر جمهور المصري ان مباراته القادمة ستكون بلا جمهور. أي أن العقوبة طالته. وإذا استمر جمهور المصري علي حاله فسوف يضير فريقه كثيراً. رغم انه يسير بخطوات جيدة. حيث يحتل المركز السادس برصيد 7 نقاط. وليس ببعيد عن المربع الذهبي.. فهل يعبرون ولا يضرون فريقهم؟ كانت الصورة حزينة جداً كلما أحرز لاعب من الاسماعيلي أو إنبي أو الأهلي أو الداخلية هدفاً فلا يسمع آهات الاعجاب ولا يشعر بفرحة المدرجات الصامتة صمت القبور.. ومثل هذه الأجواء لا يمكن ان تكون مسابقة كروية كبري والأكبر في الوطن العربي وأفريقيا.. علي جماهير الأندية ان ترحم أنديتها. وتساعدها علي النهوض ولا تكون مثل الدابة التي قتلت صاحبها حباً.. وأخشي ان تتواصل العقوبات علي الأندية. فتصل الي حد اللعب بدون جمهور ولا بث تليفزيوني. فيكتمل الخراب.