توقفت طويلاً أمام تفاصيل البيان "27" للعملية الشاملة سيناء "2018".. وخبر اعلان الحكومة عن البدء في اعداد استراتيجية شاملة لتنمية سيناء. البيان والخبر تصدرا الصحف ووسائل الإعلام صباح الخميس الماضي.. وللحق فهما يكشفان بوضوح أن الدولة ماضية بعزم لا يلين في مواجهة قوي الشر التي تتربص بمصر وتتحين الفرص لتقويض طموحاتنا وأحلامنا وجهودنا في بناء البلاد وتحقيق الرفاهية لأبناء الوطن بطول البلاد وعرضها. فجيش مصر الباسل وسيفها البتار مستمر في الملاحقة لشياطين الإرهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية.. وخلال الأيام الماضية نجح في تصفية 20 تكفيرياً وتدمير 18 وكراً و48 عربة و"تفكيك" 41 عبوة ناسفة في شمال ووسط سيناء وعلي الحدود الغربية.. وتمكنت قوات حرس الحدود من ضبط طائرة بدون طيار وهاتفين للاتصال عبر الأقمار الصناعية. وفي الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي تم ضبط 5 أجهزة للكشف والتنقيب عن الذهب. وهاتف للاتصال عبر الأقمار الصناعية وأيضاً 2 طن من الأحجار الصخرية التي تحتوي علي خام الذهب. كما ضبط 26 عربة و55 متهماً في أعمال التهريب والتنقيب عن الذهب. تحليل هذه المعلومات يؤكد مجدداً أننا مستهدفون اليوم وغداً.. وأن نوبة الصحيان التي أطلقناها يجب ألا تتوقف علي أي صعيد وتحديداً علي صعيد المواطنين الذين عليهم دور كبير في الابلاغ عما يرونه أو يصل إليهم من معلومات حول تصرفات غريبة تحدث من البعض خلال الحياة اليومية. لأن هذه المعلومات مهما كانت بسيطة فهي تساعد في الملاحقة وكشف أذرع الخونة الذين يتخفون بيننا وينتهزون الفرص لتنفيذ تعليمات الخارج لهم.. انهم طابور خامس يجب ألا تأخذنا بهم شفقة أو رحمة لأن الثمن هو استقرار وتقدم الوطن. فالاستقرار والتقدم الذي نصنعه بأيدينا وعقولنا لا يأتي علي قوي إقليمية ودولية عديدة تعمل أجهزتها بكل قوة لكي نبقي منكفئين علي أنفسنا. والنموذج من حولنا في دول عربية كثيرة خير دليل.. حيث لم يعد مصيرها بيدها.. بل في يد آخرين يتحكمون فيه.. فهل تريد ذلك؟! للحق والحقيقة فإن الدولة كما قلت في مقدمة المقال ماضية بعزم لا يلين في المواجهة وتحقيق الاستقرار والأمن والأمان والانطلاق في مشروع التنمية الشاملة بكل أرجاء الوطن وتحديداً في سيناء التي حلمنا طويلاً بتعميرها بالبشر بعد حرب "73" حيث وافق مجلس الوزراء في اجتماعه مساء الأربعاء الماضي علي مشروع قرار بإعداد دراسة استراتيجية التنمية لشبه جزيرة سيناء مع توفير التمويل اللازم لها. وأكد د. مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن هناك تكليفات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بوضع تنمية سيناء علي أجندة الأولويات مشيراً إلي أنه سيتم بعد انتهاء العملية الشاملة "سيناء 2018" البدء في اقامة مشروعات تنموية علي أرض الفيروز. الرسالة واضحة لمن يتصورون أن عين مصر ستغمض علي أفعالهم وما يدبرونه لنا في الخفاء.. وأننا ماضون لحماية الوطن بيد تحمل السلاح وأخري للتشييد والبناء والاستفادة من كل الامكانيات الاقتصادية التي تزخر بها سيناء وبلادنا عموماً.. لكنهم يطمعون فيها.. وأبداً لن يكون لهم ما يريدون.. وسوف تتحطم كل مؤامراتهم أمام عزيمة واصرار الشعب المصري علي حماية الوطن والبلاد لتبقي عزيزة أبية بالعمل والانتاج لتحقيق هذا الهدف بلا تناحر أو فتن أو شائعات وفوضي يخططون لها. بصراحة البيان "27" للقوات المسلحة.. واعلان الحكومة حول التنمية الاستراتيجية لسيناء يسيران علي هذا النهج.. في اشارة واضحة لكل متربص في الداخل والخارج بأن مصر قيادة وشعباً عصية علي من يستهدفها.. وهذا هو رهان كل مصري أصيل في مواجهة المتربصين وخفافيش الظلام.. فهل يفهمون؟! أتمني.