أكد السفير العراقي بالقاهرة حبيب الصدر في حوار صحفي يوم الخميس الماضي أن "سيناء 2018" ملحمة مشرفة لاستئصال الفكر الإرهابي من أرض الكنانة. أوضح أن نصر مصر هو نصر للجميع.. وعلي الجميع أن يقف إلي جانبها بالتأييد والتعضيد والشد علي يد أبطالها من جيشها الباسل المغوار صاحب التاريخ المشرِّف. وقال الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي مؤخراً لمقاتلي الجيش الثاني الميداني: "قدمتم دوراً بطولياً في تطهير شمال سيناء من الإرهاب" وأشاد بدور أبناء سيناء الشرفاء في المشاركة مع رجال القوات المسلحة والشرطة لإعادة الأمن والاستقرار والتنمية لشبه جزيرة سيناء. والحقيقة أن هذا الكلام بالإضافة إلي البيان 26 للقوات المسلحة عن العملية "سيناء 2018" يدعونا للفخر بما يحدث علي أرض الواقع.. ويؤكد في ذات الوقت ذاته أننا مطالبون بأن نزداد حرصاً ووعياً وأن نتنبه أكثر وأكثر لما تتعرض له بلادنتا من حرب شائعات لا تتوقف ومعلومات مغلوطة للتشكيك في كل الإنجازات بهدف هدم الدولة وبث اليأس في النفوس وضرب الانتماء للوطن.. والتقليل من أهمية أداء الخدمة الوطنية بالجيش درع الأمة وسيفها البتَّار ضد كل من تسوِّل له نفسه المساس ببلادنا ووحدة أراضيها. إضعاف مصر هدف وغاية لقوي إقليمية تتربص بنا.. ولا تريد أن نقف علي أقدامنا حتي لا نكون عقبة في سبيل أطماعها بإعادة تقسيم دول المنطقة العربية والسيطرة والهيمنة عليها لصالح إسرائيل. ولعلنا نذكر في هذا السياق ما تم تداوله عبر سنوات من جانب الأمريكان عن بناء شرق أوسط جديد أو كبير وعن نشر الفوضي الخلاقة بدليل ما نراه الآن في دول: سوريا واليمن وليبيا.. إلخ. كل هذه الإجراءات تهدف كما قلنا أن تصبح لإسرائيل اليد الطولي في المنطقة علي حساب المصالح العربية من خلال برامج إغراقها في الفتن والتناحر والتشرذم بفعل فاعل مع تزويد كل فريق بالسلاح وهو المخطط الذي نجح شعب مصر باقتدار في إفشاله وضربه في مقتل من خلال ثورة 30 يونيو التي أسقطت نظاماً عميلاً حاول تكديس السلاح في منطقة سيناء وساعد الإرهابيين علي التوطن فيها لتحقيق غرض في نفس يعقوب يجري في عروق هذه القوي المتربصة بمصر والمصريين. فقد حاول الاحتلال الإنجليزي عزل سيناء عن الوطن الأم وحاولت جيوش فرنسا وإنجلترا وإسرائيل نفس المحاولة في حرب 56 وشهدت حرب 67 احتلال سيناء لتكون جزءاً من دولة إسرائيل الكبري بالمنطقة.. حتي كانت حرب 73 المجيدة وتحرير كل شبر من تراب الوطن بالدماء الزكية لأبطالنا جنود القوات المسلحة. والآن يقترب العد التنازلي لافتتاح أنفاق قناة السويس في شهر أكتوبر القادم مما يحقق الربط التام بين سيناء والوطن الأم مما يدفع أعمال التنمية الشاملة التي بدأناها بخطي عملية وعزم لا يلين إلي الأمام للاستفادة من كل الطاقات والامكانات المتوافرة في شبه جزيرة سيناء لتكون قيمة مضافة للاقتصاد الوطني في مجالات السياحة والتعدين والصيد والزراعة بالإضافة إلي توطين ما لا يقل عن ثلاثة ملايين من البشر ليكونوا خط دفاع أول عن سيناء في مواجهة كل الأطماع. وهو الأمر الذي لا يعجب كل القوي المتربصة بنا في الخارج وعملائها بالداخل وارتفعت وتيرة الشائعات ضدنا علي أمل التراجع عن عملية التنمية الشاملة في سيناء التي تمثل 6% من مساحة مصر.. وهي التنمية التي انتظرناها سنوات طويلة منذ الإعلان عنها عقب حرب أكتوبر ولم تنفذ حتي جاء السيسي وانطلق في الاتجاه السليم الذي يخدم مصر والمصريين.. ولهذا السبب فإن حرب التشكيك في كل ما نقوم به لبناء مصر التي نريدها لن تتوقف.. بل سوف تتزايد وتيرته أكثر وأكثر.. وعلينا أن نتصدي لكل ذلك بحزم وعزم لا يلين إيماناً بقدرات المصريين وإرادتهم التي حققت معجزات كثيرة في كل وقت وحين.