عملها الحالي هو مديرة ادارة شئون الأدباء بالمجلس الأعلي للثقافة. أما تخصصها العلمي فهو في البحث في التراث الشعبي. إلي جانب العناية بثقافة الطفل. ألقت عشرات المحاضرات في ملتقيات دولية بالقاهرة والشارقة والدار البيضاء ونمسك وأصيلة. كما صدر لها العديد من الكتب: فنون الرفجة الشعبية وثقافة الطفل. الجدة الحكاءة وثقافة الطفل. أطفالنا والمسرح. ياطالع الشجرة إطلالة علي تراثنا الشعبي. إلي جانب كتابات قصصية للأطفال. عن بداية اهتمامها بالتراث الشعبي تقول د.أماني الجندي: هي علاقة طفلة ارتبطت بحكايات الكبار الجدة. العمة. الأخت الكبري. ومن خلال هذه العلاقة. والجلوس إلي جانب أمي وجدتي. ترويان لي الحواديت والحكايات الخرافية والأساطير. وحكايات الحيوان والألغاز.. وكيف كانت هذه الحكايات تثري داخل الأعماق الروحية والوجدانية عندي* وأحاول أن اعيد روايتها بشكل آخر بحركات. وتمثيل. وتلوين في الصوت. وكم ساعدتني علي القراءة والبحث والكتابة. وإن كانت الجدة عبر التاريخ الحديث هي الأقرب إلي أحفادها في الوصول إلي عقولهم. 1⁄4 كيف انعكس ذلك في حياتك العملية؟ اذكر أني نلت درجة الماجستير عن مشروع مسرح الفرجة الشعبية. عرائس الاراجوز. ثم نلت درجة الماجستير عن ظاهرة الجدة الحكاءة في تنمية الوعي الثقافي للطفل. عملت في الادارة العامة للنشر الثقافي. وعملت سكرتيراً لتحرير سلسلة الدراسات الشعبية. ومديراً لتحرير سلسلة آفاق عربية. فمديراً عاماً لإدارة النشر الثقافي. ولعل البداية الحقيقية حين عملت رئيساً لقسم الطفل بثقافة القليوبية. أفدت من تنوع الأنشطة الثقافية والتعامل المباشر مع الاطفال من خلال اللقاءات الثقافية داخل قصور وبيوت الثقافية. وتعرفت إلي تخصصات مختلفة لم أدرسها في الجامعة. ومنها الفن التشكيلي والمسرح والغناء. وهو ما زاد من شغفي بالاندماج في ثقافة الطفل. ثم انتقلت للإشراف علي مسرح الطفل بهيئة قصور الثقافة. ونسأل: في رأيك ما فائدة إحياء التراث؟ تجيب: أهمها غرس قيم الانتماء. والقدوة الطبية. وفهم التاريخ. واعادة تذكر الشخصيات والبطولات. والحق أن التراث يتضمن جانبين: إيجابي وسلبي. بحيث يجب أن ينقي التراث. وإحياء جوانبه الإيجابية في مجال الأدب الشعبي. مثل السير والحكايات الشعبية. وإحياء روح البطولات والوفاء والانتماء والتكافل. وفي مجال المعتقدات الشعبية. من المهم أن تعود إلينا بعض المعتقدات. مثل صلة الدم والرحم. والمعارف العامة للعلاج بالأعشاب الطبيعية. وبعض أنواع الرياضة. وفي مقدمتها السباحة وركوب الخيل. والحرف التراثية. ومنها المشروعات التي تحفظ لنا هويتنا التراثية. وتميزنا الإبداعي. 1⁄4 هل نحن في حاجة اليوم لقراءة التراث الشعبي؟ الإجابة هي: نعم. لأن التراث الشعبي يمثل هذه الحلقة الذهبية التي تربط الماضي بالحاضر. فالمجتمع الذي بلا ماض. لا يوجد له حاضر ولا مستقبل. التراث الشعبي خزانة مملوءة بآثار الديانات والفلسفات والعقائد المتشابكة والمتداخلة في المجتمع وغيره من المجتمعات الانسانية. وبتعبير محدد فإن الإنسان هو صانع الحياة والحضارة سواء في الشرق أم في الغرب. نسأل: ما الإضافات الجديدة في مجال التراث؟ تجيب: التراث الشعبي يتميز بالثراء. لأنه يتضمن تراكمات فكرية وخيالية متنوعة تنبثق من الوجدان الإنساني لذلك فإن الكتابة في التراث الشعبي متجددة دائا. لأن كل كاتب أو باحث يحرص علي التقاط مضامين وزاويا وصور من هذا التراث. ويضعها تحت رؤيته الخاصة. فتخرج في النهاية في صورة مختلفة. تضيف: الجديد أني أقدم للقارئ إطلالات متنوعة. تشمل العديد من المضامين التراثية أحاول من خلال عرضها وتحليلها جذب القارئ نحو ذلك الماضي الخالد. وإلي امتاعه وإدهاشه في حين آخر. وإلي جعله يزهو بهويته ومكوناتها الثقافية. تلك المكونات التي أبهرت العالم. فترجمها وحلله. وأضاف إليها وحكاها. وسيجد القارئ تنوعاً في مجالات التراث المتمثلة في العادات والتقاليد والفنون الشعبية والأدب الشعبي والمعتقدات والمعارف الشعبية. وعن الحلم الذي تحقق في رحلتها مع التراث الشعبي تقول د.أماني: كنت دائماً أحلم بمهرجان دولي لمسرح الطفل. يمزج ثقافتنا المسرحية بالثقافات الأخري. وقدمت بالفعل عده مشروعات اثناء عملي في ثقافة الطفل. لكن أصحاب القرار دائما ما يربطون بين العمل الفني والعمل الاداري والروتين والميزانية. اليوم تحقق الحلم بدعوتي لحضور مهرجان دولي في اصيلة بالمغرب لمسرح الطفل. للمشركة بورقة عمل في الندوة الدولية صناعة المهرجانات: الرؤية والآليات مهرجانات فنون الطفل وسؤال الخصوصية. التجربة المصرية نموذجاً. وكم كانت سعادتي عندما عرض التليفزيون المغربي فعاليات الندوة علي الهواء تحقق حلمي. وترجم أخيراً علي أرض الواقع.