في اجتماعها مع التشكيل الجديد للجنة العليا لتنظيم المهرجانات. شددت الفنانة د.ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة علي ضرورة الاهتمام بتنمية الابداع والحفاظ علي الهوية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة. والحقيقة أن د.ايناس وضعت يدها علي الجرح أو بالأحري أهم القضايا التي تمثل التحدي الأكبر للمجتمع المصري خلال السنوات القادمة ولا أبالغ لو قلت انها مؤهلة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه من خلال تبني مشروع ثقافي يستعيد هويتنا ويصحح مسارنا. مع التأكيد علي أنها ستحظي بدعم الجميع بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطلق المبادرة في جامعة القاهرة الشهر الماضي وانتهاء بعموم الناس الذين يريدون مستقبلاً أفضل لهم ولابنائهم بعد أن وصلنا الي حالة لاترضي أحداً في الأخلاق والسلوك . طبعاً.. موضوع استعادة الهوية يخص كل المؤسسات الثقافية والاجتماعية والدينية وأيضاً الاقتصادية لكن رغم ذلك تبقي مسألة الهوية عملاً ثقافياً بامتياز تقوده أو يجب أن تقوده المؤسسة الثقافية وأن تضع الرؤية والمشروع ثم تطلب دعم المؤسسات الأخري كل في اختصاصه. وحتي لايكون الكلام مرسلاً فإن المجلس الأعلي للثقافة بما يضمه من قامات وخبرات كبيرة في مختلف اللجان قادر علي قيادة القاطرة وأن يضع تصوراً لكيفية استعادة الهوية ووضع خطة للتحرك علي ان يتم تكليفه بمهام محددة تتضمن اطاراً زمنياً. وهناك خمسة محاور يمكن العمل عليها أو البدء بها في المرحلة الأولي.. وهي: الأول: تصحيح مسار الدراما. فلا يجب أن نقدم لأبنائنا القدوة السيئة التي تكرس للفوضي وتنقل لهم السلوكيات السلبية. ثم نسأل أنفسنا عن أسباب التغيير الذي طرأ في طريقة تفكيرهم ونظرتهم للمستقبل. الثاني: "السينما".. وهي ترتبط بالدراما بصورة كبيرة. وفي المحورين يجب أن نضمن جودة الأعمال المقدمة حتي لو اضطرت الدولة الي التدخل عن طريق الانتاج المشترك.. الأمر ليس بدعة وسبق القيام به وتقديم أعمال مازالت خالدة. الثالث: تصحيح الخطاب الديني. ولايمكن انكار دور الأزهر الشريف ومع ذلك فإن المؤسسات الأخري وأيضاً الأسرة عليها دور كبير.. اغرسوا في أبنائكم قبول الآخر.. علموهم أن من يختلف معنا في الدين والحضارة والثقافة انسان مثلنا وليس شيطاناً رجيماً. الرابع: الاهتمام بالأنشطة الابداعية في المدارس والجامعات مع التذكير بأن الكثير من المواهب التي سطعت في سماء الفن والرياضة تم اكتشافها في مرحلة الدراسة. الخامس: اعادة الحياة لقصور الثقافة ومراكز الشباب والتي كانت في الماضي الملاذ الآمن للشباب لقراءة كتب لايستطيعون شراءها أو ممارسة الرياضات المختلفة قبل أن تتحول الي مبان مهجورة اللهم الا عددا قليلا من باب الأمانة. وهو أمر انعكس بصورة كبيرة علي سلوك أبنائنا حيث انتشر الادمان الالكتروني بصورة تدعو الي القلق. عموما قضية الهوية مشروع قومي يجب أن تدعمه كل الجهات والمؤسسات. [email protected]