العمل الإنساني مهمة ضرورية في حياة كل البشر. وبدونه تصبح الحياة بلا طعم. وتتعطل مسيرة أي بشر. وتظلم الدنيا في وجهه خاصة إذا كان الأمر يتعلق بشئون الصحة. وقد أصابها الوهن عقب أن داهمها مرض السرطان اللعين وأصبح الإنسان في أشد الحاجة للوقوف بجواره ومد يد المعونة لانقاذه بكل الوسائل المتاحة وفي حدود الامكانيات وتلبية احتياجاتهم الضرورية منها وغيرها وتخفيف المعاناة عنه. ولا يدرك حقيقة هذه الأمور إلا من ذاق مرارة المرض وكما يقول القدماء "الصحة تاج فوق رءوس الأصحاء لا يدركه إلا المرضي". وقد أحسنت القيادة السياسية حين وقفت بجوار هؤلاء المرضي. واتخاذ الاجراءات الخاصة من أجل إنهاء قوائم الانتظار والعمل بكل جهد للوقوف بجوار الحالات الحرجة وكذلك السعي لتصبح المنظومة الصحية متضمنة كل احتياجات هؤلاء المرضي وتوفير العلاج اللازم حتي يتم شفاؤهم والقضاء علي أي مشاكل قد تعترض مسيرتهم مع استمرار العمل حتي تصبح المنظومة الصحية متكاملة في كل الجوانب وقادرة علي تلبية أي احتياجات لهؤلاء الذين أصابهم الوهن نتيجة تلك الأمراض التي انهكت قوتهم الجسمانية. في ذات الوقت فإن توفير كل الأدوية مهمة تتولاها وزارة الصحة. وتبعث برسائل بين كل فترة وأخري لكي تطمئن أولئك المرضي.. وبالمناسبة فقد أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة في تصريحات صحفية تطمئن بها مرضي السكر مشيرة إلي ان الأنسولين متوافر في الأسواق والمخزون يكفي 4 أشهر وأضافت أن الوزارة اتخذت اجراءات استثنائية لضخ كميات اضافية من الأنسولين المستورد وهناك كذلك 50% زيادة في الانتاج المحلي. تلك مهام إنسانية وضرورية من أجل توفير كل الضمانات لتكتمل الطمأنينة في نفوس المرضي حتي يتحرروا من آلام أسرة العلاج والانطلاق في حياتهم للمشاركة في بناء الوطن وتشييد صروح المشروعات الاقتصادية والانتاجية التي تساهم في توفير الحياة الكريمة لنحو مائة مليون نسمة وأكثر. هذا الاستعراض الذي قد طالت فقرات سطوره. فان الواجب الإنساني الذي أرق حياتي لفترات طويلة يحتم أن أعرض علي الدكتورة الوزيرة مأساة انسانية انتابت المواطن محمود إبراهيم أحد أبناء محافظته والموظف البسيط بأحد فروع البنك الأهلي بالشرقية.. فقد شاءت الأقدار ان يصيبه مرض السرطان اللعين ورغم ان البنك قد وفر كل وسائل العلاج المتاحة الا ان المرض اللعين تمكن منه وتم استئصال ثلاثة من أضلاعه. وقد أنهك السرطان كل قواه البشرية وأصبح في أشد الحاجة للوقوف بجانبه وتخفيف المعاناة عنه وفي سبيل تحقيق ذلك تقدم بطلب إلي الدكتورة وزيرة الصحة يطالب بتحقيق رغبته في انتداب زوجته الممرضة بمستشفي فاقوس المركزي إلي الوحدة الصحية بكفر العلماء خاصة انه قد تم انتدابها لفترات سابقة لكن هذا الطلب تم تقديمه إلي مكتب الوزيرة منذ أكثر من شهرين ورغم مطالبة الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي بوزارة الصحة الا انه لم يستجب بأي صورة تشير إلي عرض الطلب علي الدكتورة الوزيرة علاوة علي انني بعثت له برسالة علي الواتس آب الا انه لم يلتفت الي هذه الرسالة وباختصار ياسيادة الوزيرة فان الطلب الذي تقدمت به زوجة هذا المريض يقطر دما ويستصرخ كل الضمائر الإنسانية لتلبية طلبها حيث تقول في سطورها البسيطة: انه نظرا للظروف القهرية التي يمر بها زوجي حيث انه تم استئصال أورام ثلاث مرات وأخذ العلاج الاشعاعي والكيماوي وحدث له مرتجع مرة أخري وجري استئصال أربعة اضلاع من الجهة اليمني وتم أخذ جرعات كيماوي وتحت الرعاية الطبية. في النهاية تلتمس هذه الزوجة من الدكتورة الوزيرة الموافقة علي تجديد انتدابها انتدابا كليا من مستشفي فاقوس العام إلي الوحدة بكفر العلماء التابعة لمركز فاقوس وذلك لكي أكون قريبة من زوجي الذي يحتاج إلي رعاية دائمة. وكل الرجاء أن تستجيب الوزيرة لطلبها. انها بحق مأساة انسانية ومن المؤسف ان الاجراءات الروتينية تقف حائلا دون تحقيق رغبتها.. والآمال تحدونا في أن تقف الدكتورة الوزيرة بجانبه وتصدر القرار بالموافقة علي هذا الالتماس الإنساني وهذه المأسأة تتطلب قرارا طال انتظاره. والآمال معقودة علي الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة في تحقيق هذا الرجاء الإنساني ونسف كل الاجراءات القانونية. لكي تطمئن هذه الأسرة علي مسيرة حياتها خاصة ان العائل الوحيد لها قد نال من صحته مرض السرطان اللعين.. الأمر أصبح لا يحتمل أي انتظار!!