استطاعت سكان قرية "عون" قهر ظروفهم الصعبة.. والتحول إلي قرية منتجة تنتج الحرير والمنسوجات والإكسسوارات. "عون" التي ربما يسمح بها القارئ لأول مرة هي قرية تقع علي الحدود بين محافظتي الإسكندريةوالبحيرة يسكنها حوالي 2000 مواطن كل خدماتها الإدارية تتبع البحيرة عد الكهرباء تحصل عليها من الإسكندرية. صوب زراعية يقول عوض ربيع من سكان القرية لقد قررنا كأسرة واحدة في قريتنا الفقيرة ان نقهر الظروف وان نعتمد علي انفسنا لنكون مضرباً للامثال بين القري الاخري موضحا ان لدينا 300 اسرة ما بين فقيرة ومعدمة تماما فمنازلهم بلا أسقف وتغرق مع كل نوة مطر وهو ما اضطرنا الي ان نفكر في اقامة صوب ذاتية اعلي اسطح المنازل لزراعة جميع المنتجات مثل الخضر والفاكهة وتوزيعها علي اهالي الفقراء والمقتدر منا يشارك معنا. واضاف اننا علي الجانب الآخر انشأنا مشروعا تنمويا بدأ بثلاث ماكينات خياطة بعد ان اقمنا مركزا من طابق واحد أشبة بالعنبر لتدريب السيدات والفتيات عليه حيث تعاقدنا مع عدة مصانع اهلية بالاسكندرية لتشطيب قطع الملابس التي تنتجها المصانع من خياطة وخلافه مقابل نصف جنيه علي القطعة ومع ازدهار عملنا بدأنا في تدريب عدد من النساء والفتيات وقمنا بزيادة عدد الماكينات لتصل الي عشر ماكينات. ورش ذاتية أضاف: لم نكتف بذلك بل احضرنا ماكينات صناعة الاكسسوارات تصنيع التريكو والكروشيه واصبحنا نتفق مع مهندسين ومهندسات بالاسكندريةوالبحيرة لعرض انتاجنا في المعارض مقابل عمولة حتي اصبح لقريتنا اسم معروفا في هذا المجال ويقوم البعض باحضار تصميمات لنا بتنفيذها وادي ذلك الي وجود عائد مادي مكنا من اقامة ورشة بالمجهودات الذاتية لصناعة الواح الفسيفساء وتسويقها لدي المتعاملين مع قري الساحل الشمالي من اجل الفيلات. اشار الي انة في نفس الوقت كان هناك بعض السيدات غير القادرات علي التعلم او لعدم استيعابهن للتكنولوجيا الحديثة فقمنا بتنفيذ مشروع اخر لهم وهو تربية الدواجن والبط لنتمكن من توفير الاحتياجات الذائية لنا ومع زيادة الانتاج نقوم بالبيع ..موضحا ان 50% من الاسر بالقرية اصبحوا من المنتجين. يضيف رجب ربيع قائلا ان احدث مشارعنا فهي انتاج الحرير من دودة القز حيث نقوم باستيراد 20 الف دودة قز من الصين بمبلغ زهيد يقترب من 300 جنيه من خلال التعامل مع احد المهندسين الزراعيين الذي اشار علينا بهذا المشروع لنزود انتاجنا وبالفعل تمكنا من النجاح في انتاج الحرير خاصة وان غذاء الدودة من ورق اشجار التوت متوفر بالقرية وكنا في البداية نقوم بارسال الشرنقة للقاهرة لحل الحرير منها الا اننا تمكنا بعد نجاح مشارعنا الانتاجية الي شراء لحل الحرير من الشرنقة ونقوم ببيعه الي مصنع سجاد بالمنطقة القريبة من لصناعة سجاد من الحرير معشق بالاصواف ويكفي ان نذكر ان عبوة الدودة تنتج حريرا يكفي لصناعة سجادة من ثلاثة امتار واصبحنا قرية منتجة للحرير. مع العاملين التقت "المساء" ببعض العاملين من فتيات القرية تقول سنية محمد لقد تعلمت في القرية العمل في صناعة السجاد والتريكو والغزل ومع اكتسابي مهارات تقدمت للعمل في احد المصانع لزيادة راتبي للانفاق علي اسرتي وفي ايام العطلات اعمل في المشاريع الانتاجية الاخري بالقرية مثل الاكسوارات وغيرها واصبحت اجلب لفتيات القرية صور من علي الانترنت للاكسسوارات لتنفيذها واقوم بعرض انتاجهم علي زملائي في المصنع لأوسع دائرة انتشارهم فكلنا نكمل بعضنا البعض من اجل مستقبل افضل لقريتنا. اما ليلي عبد الله فتقول بالنسبة للاكسسوارات فان بعض اهالي القرية يقومون بعملية تسويقية في القاهرةالاسكندرية بعرضها علي المحال التجارية والتعاقد علي صناعة كميات اكبر في حالة الاعجاب بها وهو ما مكنا من الاستمرار. وتضيف فاطمة سعيد لقد تعلمت العمل علي الماكينات لأساعد زوجي لمرضه حتي نتمكن من الانفاق علي الاسرة وبعد انتهاء عملي اقوم بتربية الدواجن ورعايتها لتوفير الغذا لاسرتي فكلنا يد واحدة واغلب الرجال في العملية التسويقية بينما النساء تتولي الانتاجية وكل ما نتمناة ان تنظر لنا محافظتا الاسكندريةوالبحيرة لاننا في حاجة ماسة للكثير من الخدمات لن نتمكن من توفير بعمللنا من مدارس ومسشفيات وصرف صحي. وحول المشاكل التي تعاني منها القرية يقول حسين علي من الأهالي: نحن قرية حائرة لا تعرف بالضبط أي محافظ نتبع فنحن نعتمد علي "الابيار" للصرف الصحي الذي لم يدخل إلينا حتي الان بالرغم من وجود كهرباء ونضطر للتعاقد مع احد الافراد لتفريغ الآبار بمعدل كل اسبوعين وكم تكون معاناتنا في صعوبة الوصول الينا لانعدام الطرق. ويضيف بالرغم من ان تعداد القرية قرابة 2000 الا ان القرية لا خدمات تذكر فلا مستوصف ولا مستشفي ولا مركز من مراكز الاسرة ولا نقطة شرطة وكم هي تعاني في حالة مرض طفل او سيدة في ايجاد وسيلة لنقلهم الي اقرب مستشفي سواء في البحيرة او الاسكندرية خاصة وانة لا توجد صيدلية بالقرية ايضا ونعتمد علي العلاج بالوصفات الشعبية . ويقول علي السيد نظرا لعدم وجود نقطة شرطة بمنطقة قريبة فنحن نعتمد علي المجالس العرفية وفي حالة حاجتنا للامن نقوم بضبط المذنب والانتقال به الي اقرب قسم وهو كفر الدوار وبالتالي فان مجالسنا العرفية هي الاقوي. واضاف اننا لا نملك ايضا رغيف الخبز نظرا لكون اغلب المواجودين بالقرية من خارج القرية كما اننا حائرون بين الاسكندريةالبحيرة وتمكنا بالجهود الذاتية من انشاء مخبز يعمل بمعدل يومين في الاسبوع لتوفير احتياجات الاسر بعد ان نقوم بتوفير الدقيق الازم لها ونتعاقد مع العمال الذين يقومون بتشغيلة ونوفر وسائل مواصلات لهم للحضور والانصراف. ويقول سامي فيهم " من اهالي المنطقة " من ضمن المشاكل المزمنة التي نعاني منها عدم وجود مدارس بالمنطقة والمدرسة الوحيدة القريبة منا بالمرحلة الابتدائية وفي حالة رغبة الاسرة في تلقي ابنائها في تعليما اعلي فانها ترسلهم الي كفر الدوار للمرحلة الاعدادية ولا يستطيع ان يكمل الثانوي. واضاف المشكلة في الفتيات حيث تكتفي الأسر بالتعليم الابتدائي لصعوبة مواصلاتهن لاستكمال تعليمهن الذي يحرمن منه وكل املنا ان تلتفت لنا الاسكندرية او البحيرة لحل مشكلة التعليم من اجل مستقبل افضل لاولادنا .