سوف تظل ثورة يوليو علامة مضيئة في تاريخ الحركة الوطنية. لقد أنصفت الغلابة من أبناء الشعب وجعلتهم مرفوعي الرأس في مواجهة الاقطاعيين ومهما تكن الانتقادات التي أثيرت حول هذه الثورة وما اتخذته من قرارات وإجراءات أو أثيرت حول قادتها من الضباط الأحرار فإن ثورة يوليو ستبقي امتداداً لما سبقها من ثورات وتحركات لأبناء القوات المسلحة فثورة عرابي في عام 1881 1882 تؤكد مدي التواصل بين أجيال هذه القوات الباسلة فقد كانت ثورة عرابي ووقفته أمام الخديوي توفيق معبرة عن مدي المشاعر الوطنية فلاتزال تتردد في الأصداء وفي كتب التاريخ كلمات عرابي في مواجهة الخديوي لسنا عقاراً أو تراثاً فلن نذل أو نستعبد بعد اليوم. حقيقة لقد كان لثورة يوليو وسط هذه الانتقادات الكثير من الإنجازات. القضاء علي الإقطاع تأميم قناة السويس السد العالي. ولا أنسي مدي الفرحة التي ارتسمت علي وجوه المواطنين عندما سمعوا عبدالناصر يعلن تأميم قناة السويس وأنها أصبحت تحت السيطرة الوطنية.. إنشاء السد العالي في وقت عصيب فقد تخلت كل الدول عن دعم مصر لكن إصرار عبدالناصر وقادة الثورة قد تحدوا الصعاب وتم إنجاز المشروع وسيظل شاهداً علي مدي وطنية أبناء قواتنا المسلحة فقد صدر قرار التأميم لينهي استغلالاً كان سيستمر 99 عاماً. لقد أصبحت القناة في قبضة المصريين والانتفاع بثمارها وإيراداتها وستظل إنجازاً علي مدي التاريخ. هذه الثورة. حطمت كل القيود التي ظلت تكبل أبناء هذا الشعب.. قضت علي الإقطاع الذي كان يجثم علي صدور الغلابة من بسطاء شعبنا ولا أنسي مدي سيطرة عدد من الإقطاعيين علي الفلاحين. وأنهت هذه الأساليب التي ترفضها كل الأعراف الإنسانية ولعلنا لا ننسي حركة عدم الإنحياز بقيادة عبدالناصر ونهرو وتيتو فقد كانت مثار الإعجاب والتقدير. وحركت المشاعر في الصدور وأنهت الانحياز إلي أي من قوي الاستعمار التي كانت تفرض هيمنتها علي كثير من الشعوب في مختلف بلدان العالم وانتهي للأبد التدخل الأجنبي في شئون مصر وكذلك دول عدم الانحياز ولعل مؤتمر باندنج أبلغ شاهد. روح الوطنية اشتعلت في صدور هؤلاء الفلاحين الذين عشت معظم العمر بينهم. وشاهدت مدي القهر الذي كانوا يتعرضون له علي أيدي بعض هؤلاء الذين يتملكون مساحات من الأراضي ويفرضون علي هؤلاء الذين يتملكون مساحات من الأراضي ويفرضون علي هؤلاء الغلابة الكثير من القيود التي تشمل أي حركة لهؤلاء الفلاحين. لقد اختفت الإنسانية في صدور هؤلاء الإقطاعيين ولا أنسي ما نقله أحد الأساتذة الكبار الذين عاصروا هذه الفترة ويتمثل ما نقله ذلك الأستاذ في أنه كان يمشي مع بعض الأصدقاء من الشباب في هذه الأيام والفرحة تملأ قلوبهم بالنجاح في نهاية العام الدراسي وأثناء سيرهم فوجئوا بواحد من أبناء هؤلاء الإقطاعيين باعتراض مسيرتهم وأوقف شاباً من هؤلاء وأخذ يبصق في وجهه ويمزق جلبابه. وتبين أن هذا الشاب والده يتولي زراعة أرض من أملاك والد هذا الإقطاعي. أرأيتم مدي القهر الذي كان يسيطر علي هؤلاء البسطاء وقد جاءت ثورة يوليو لتنهي هذه الأساليب غير الإنسانية. وأيا كانت الانتقادات التي وجهت لهذه الثورة بأنها فتت ملكية الأراضي وتناسوا تلك التصرفات لهؤلاء الإقطاعيين. ولا شك أن ثورة يوليو شأنها شأن أي عمل وطني جاد. له جوانب ايجابية وأخري سلبية. لكن الايجابيات كانت أكثر والتاريخ أفضل شاهد. لقد رأينا الكثير من الآراء التي تتناول ثورة يوليو بانتقادات وآراء تقدح في إجراءاتها. أيا كان فإن هذه الثورة الوطنية حققت إنجازات لاتزال ماثلة علي أرض الواقع. ثم يا سادة كفانا جدالاً وحوارات.. الوطن هذه الأيام في أشد الحاجة لتضافر الجهود.. وتحقيق آمال مائة مليون من أجل مصر الوطن الأم!! تحية لكامل خيري ابن الإسماعيلية الأمين المواطن الشريف كامل خيري ابن الإسماعيلية البار عثر علي حقيبة بها 21 ألف جنيه .. لم تغيره شهوة المال رغم بساطة عمله كسمكري سيارات.. علي الفور بدأ يبحث عن صاحب هذه الحقيبة من خلال الأوراق التي كانت معها حيث وجد رقم تليفون لصاحبها فاتصل به وعند حضوره سلمه الأموال والحقيبة بكل صدق ووفاء. تلك هي تقاليد بسطاء شعبنا قناعة ورضا بما قسم الله لقد ضرب ابن الإسماعيلية أفضل الأساليب في الأمانة والأكثر إبهاراً أنه رفض أي مكافأة من صاحب الحقيبة رغم إلحاحه مع زوجته لقبول تلك المكافأة بكل إباء رفض تحية لهذا المواطن الشريف وتحية للواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية الذي قام بتكريم كامل خيري تقديراً لنزاهته وأمانته. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.