انتشرت التكاتك بصورة مزعجة ومخيفة ومقرفة واصبحت بمثابة "وجع في شوارع مصر".. وفي آخر احصائية اصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مارس الماضي قال ان عدد التكاتك بمصر بلغ 3 ملايين توك توك وان المرخص منها هو 99 الفاً فقط!!! منذ ظهور اول توك توك بمصر في ثمانينات القرن الماضي تقليداً لدول جنوب شرق آسيا رغم اختلاف طبيعة بلدنا عنها ونحن نحذر بشدة من انتشاره مما يفسد المظهر الحضاري للمدن ويؤثر علي صناعات ومهن وامكانية استغلاله في ارتكاب جرائم وللأسف فان كل ماحذرنا منه ولم يستجب له أحد تحقق علي أرض الواقع ونراه بأعيننا ونصرخ منه: * التوك توك الآن شوه المدن الحضرية والأحياء الراقية التي زحف اليها وغزاها شيئاً فشيئاً حتي اصبح أمراً واقعاً بعد ان كان وجوده مقصوراً علي الريف والمناطق النائية والعشوائيات .. اليوم تراه في كل مناطق القاهرة وفي شوارع وسط البلد والزمالك .. ووصلت البجاحة بأصحاب التكاتك الي انهم اتخذوا لهم مواقف امام مقرات الأحياء!! وبلغت الوقاحة مداها ان حاولوا توصيل الركاب الي داخل كمباوندات الاسكان الحديث مثل الأسمرات بالمقطم وغيط العنب بالاسكندرية ودمياط الجديدة وغيرها وتم منع هذه المركبات الشيطانية. * والتوك توك اصبح وسيلة جذب سهلة للأيدي العاملة التي "يستهبل" اصحابها ويستسهلون الربح السريع والمريح خاصة ان 30 مليون مواطن أصبحوا يستخدمون التكاتك وهو ما أثر علي صناعات ومهن كثيرة وبعضها قارب علي الانقراض بعد ان هجرها عمالها وهو مادفع اصحاب الحرف الي استغلال الموقف وتحكموا في الزبائن وفرضوا اسعارهم. * والتوك توك اصبح العامل المشترك والأساسي في كثير من جرائم القتل والخطف والاغتصاب والتحرش والسرقة .. ارجعوا لدفاتر احوال الأقسام وانتم تتأكدون من صدق كلامي وغالبا يكون الفاعل مجهولاً لأن التوك توك غير مرخص وبدون لوحات ويقوده طفل أو بلطجي مبرشم والاثنان لا يحملان بطاقة . اكثر من طلب احاطة تم تقديمه من نواب الي البرلمان بمختلف مسمياته علي مدي سنوات العقد الماضي كله لتقنين اوضاع التكاتك وسائقيها وانتهت جميعا الي لا شيء.. في الثلاجة.. الآن يتم ترقيم التوك توك في احياء القاهرة كبداية لتقنين سيره لحين البت في ترخيصه.. وهو أمر جيد تأخر كثيرا وأصبح تنفيذه اليوم كارثيا لأن معني ذلك ان سيره في احياء وشوارع العاصمة ومدن المحافظات بعد ان اصبح بهذا العدد سيكون طبيعياً وقانونياً بعد ان كان محرما. يا سادة.. التوك توك أصبح مافيا داخل المجتمع لا يستطيع أحد التصدي له أو محاربته أو الحد من دخوله مصر.. اصبحنا "بلد تكاتك بصحيح".. مع الاعتذار للفنان الكبير عادل امام. نعم.. حل مشكلة.. لكن سجل مخالفاته الكارثية ينسف كل مايقدمه من خدمات بعد ان اخترقت جرائمه المرتكبة من خلاله أو بسببه أو من أجله كل الأسقف. لنا الله.